Mon | 2012.May.07

السلوك المسيحي


كُونُوا جمَيِعًا مُتَّحِدِي الرَّأْيِ بِحَسِّ وَاحِدٍ، ذَوِي مَحَبَّة أَخَوِيَّةٍ، مُشفِقِينَ، لُطَفَاءَ، غَيْرَ مُجَازِينَ عَنْ شرٍّ بِشَرّ ( ١بط ٣: ٨ ، ٩)

إن العالم حولنا مليء بالشقاق، ولكن في الدوائر المسيحية يلزم وجود الوحدة «كونوا مُتحدي الرأي». ومن نصوص كتابية أخرى نتعلَّم أن الفكر الواحد في الجماعة المسيحية يتحقق إذا امتلك كل شخص روح التواضع، وكان له الفكر الذي في المسيح يسوع ( في 2: 2 - 5). وتقريبًا كل الخلافات التي بين المؤمنين يمكن أن نُرجعها إلى الغرور والشعور بأهمية الذات النابعة من الجسد غير المحكوم عليه، والذي يسعى دائمًا للتأكيد على تفوقه وعظمته ( لو 22: 24 ). وعندما نتباعد عن الفكر الذي في المسيح، فإما أن ندخل في حلبة الصراع أو أننا نصنع اتحادًا خاطئًا من نسيج أفكارنا الخاصة.

وعندما يكون لنا الرأي الواحد، وهو رأي الرب وفكره، فمن الطبيعي أنه سيقودنا إلى الشفقة والعطف كل واحد على الآخر. فقد تصبح اختلافات قليلة جدًا بين الإخوة سببًا لجمود عواطف الشفقة، أما الضمان لكي تصبح عواطف الرحمة متدفقة في داخلنا دون أن تجف، فهو أن يكون الدافع والمحرِّك لها هي المحبة. ولذلك يأتي التحريض «كونوا ... ذوي محبةٍ أخوية». إنها ليست المحبة بالأسلوب البشري كما في العلاقات الطبيعية، مع أنها صحيحة في مكانها، ولكنها المحبة التي تربط عائلة الله بالروابط الإلهية. والمحبة الإلهية تقود المسيحي إلى القلب العطوف والرقيق مع فكر التواضع. وغالبًا ففي المحبة البشرية عنصر قوي من الأنانية، أما المحبة الإلهية فتقود إلى الشعور بأحزان الآخرين مع نسيان الذات، وهكذا نكون «مُشفقين، لطفاء».

أما لو حدث بكل أسف أن سعى أحد لأذيتنا أو شتمنا، فليس علينا أن نجازي عن شرٍّ بشرٍّ أو عن شتيمة بشتيمة بل بالعكس «مُبارِكين» (ع9). وكما أن النعمة اتجهت نحونا لتباركنا بغنى، كذلك يلزمنا نحن أن نكون مستعدين لبركة الآخرين عندما يشتموننا.

فإذا تممنا هذه الوصايا البسيطة فستبرز فضائل المسيح في دائرة شعبه. وما هذه الوصايا إلا إظهار لمحبة المسيح! إنه سار في هذا العالم بفكر الاتضاع، وامتدت يده دائمًا بالرحمة والشفقة والعطف، وكان يحركه القلب المملوء بالمحبة الإلهية. ولا يوجد مثل المسيح في القلب العطوف والفكر المتضع. ولم يَرُّد الشر بالشر، بل على العكس ذخّر البركة للذين قال عنهم: «وضعوا عليَّ شرًا بدل خيرٍ، وبُغضًا بدل حبي» ( مز 109: 5 ).


هاملتون سميث



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6