Fri | 2012.May.04

الكبرياء تُجلب الانهيار


أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، أُسَبِّحُ وَأُعَظِّمُ .. مَلِكَ السَّمَاءِ، الَّذِي كُلُّ أَعْمَالِهِ حَقٌّ..وَمَنْ يَسْلُكُ بِـالْكِبْرِيَاءِ فَهُوَ قَادِرٌ ..أَنْ يُذِلَّهُ ( دا ٤: ٣٧ )

شعر الملك نبوخذنصَّر بالرضا والزهو بما حققه. وإذ كان يتمشى على قصر مملكة بابل هتف قائلاً: «أ ليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها ... بقوة اقتداري، ولجلال مجدي؟ والكلمة بعد بفم الملك، وقع صوتٌ من السماء قائلاً: لك يقولون يا نبوخذنصَّر الملَك: إن المُلك قد زالَ عنك .... فطُردَ من بين الناس، وأكل العُشب كالثيران، وابتلَّ جسمه بندى السماء حتى طالَ شعره مثل (أجنحة) النسور، وأظفاره مثل (مخالب) الطيور» ( دا 4: 30 -33).

نحن البشر نميل إلى الافتخار بالأمور العظيمة، ونادرًا ما نتذكَّر أننا مَدينون للمصدر الذي نستقي منه ذكاءنا وصحتنا وطاقتنا، بل الحياة كلها. وعندما نواجه الزلازل والأعاصير والبراكين وغيرها من الكوارث الطبيعية، نتحقق محدوديتنا ولاشيئية مصنوعاتنا البشرية. ولكن سرعان ما ننسى ذلك ونشعر بالأمان والثقة في نظامنا البشري. ولكن عندما نشعر بالأمان والراحة في الذهن أكثر من مواعيد الله، فلا بد أن هناك شيئًا غير صحيح فينا. إن الله لا يقبل الاستقلال عنه، ويقاوم الغطرسة والكبرياء «لأن الله يقاوم المُستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة» ( 1بط 5: 5 ). فالكبرياء هي سبب سقوط لوسيفر (الشيطان)، وسبب تشويش ألسنة بابل، وموت هيرودس الملك، والسلوك الحيواني لنبوخذنصَّر.

وفي الأصحاح التالي (دا5) صنع بيلشاصر، ابن نبوخذنصَّر، وليمة عظيمة لعظمائه. أما حكم الله على أبيه، ثم رد العقل لأبيه، ورجوعه إلى المملكة من جديد، فلم يكن يعني شيئًا له. وقد أشار دانيال إلى ذلك بالقول: «وأنت يا بيلشاصَّر ابنه لم تضع قلبك، مع أنك عرفت كل هذا. بل تعظمت على رب السماء، فأحضروا قدامك آنية بيته، وأنت وعظماؤك وزوجاتك وسراريك شربتم بها الخمر، وسبَّحت آلهة الفضة والذهب ... أما الله الذي بيدهِ نسمتك، وله كل طُرقك فلم تُمجِّده» ( دا 5: 22 ، 23). وما هي إلا ساعات حتى قُتل بيلشاصر بجيش الغُزاة.

إن البعض يتعامل مع أمور الله باستخفاف بسبب الجهل، وآخرون اعتادوا الأجواء المسيحية ويتصرفون بلا توقير، وقد سئموا هذه الأجواء. ألا زلنا نقدّر حضور المسيح بين اثنين أو ثلاثة يجتمعون لاسمه؟ وهل سلوكنا يعكس هذا؟ وهل ندرك أننا سوف نعطي حسابًا لله عن كل كلمة تكلمنا بها؟ وهل كلماتنا تعكس ذلك؟


فيليب نان



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6