Sun | 2012.Aug.26

الشجرتان (2)


الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ (الشجرة) ( ١بط ٢: ٢٤ )

تأملنا في الأسبوع الماضي في بعض المفارقات بين ”شجرة معرفة الخير والشر“، و”الخشبة (الشجرة)“ التي صُلب عليها ربنا المبارك. ونواصل اليوم المزيد من التأملات:

(4) إذ إن الله قد منع الإنسان من الأكل من ثمر الشجرة الأولى، لذلك لجأ الشيطان إلى كل حيلة ليجعل الإنسان يأكل منها، وعلى النقيض. فلأن الله الآن يدعو الناس ليأكلوا من ثمر الشجرة الثانية، فالشيطان يستعمل كل وسيلة ليمنع الناس من الأكل منها. وبسبب حيلة وخداع العدو الأكبر لله والإنسان، أكل أبوانا الأولان من ثمر الشجرة المُنهى عنها، أوَ لا نقدر أن نقول أيضًا إنه بسبب خداع وحيَل الشيطان الحية القديمة، يمتنع الخطاة من الأكل من ثمر الشجرة الثانية؟

(5) الأكل من الشجرة الأولى جلب الخطية والموت «لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت» ( تك 2: 17 )، وكان بسبب الأكل من ثمر هذه الشجرة أن حلّت اللعنة على جنسنا، بكل ما صاحبها من كل صنوف البؤس. لكن بالأكل من ثمر الشجرة الثانية تأتي الحياة والخلاص: «فقال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم. مَن يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أُقيمه في اليوم الأخير» ( يو 6: 53 ، 54). ألا نجد في أقوال الرب هذه إشارة إلى قصة سقوط الإنسان، ومفارقة عما حدث عند الأكل من الشجرة الأولى؟ فكما أنه بسبب ”الأكل“ فقَدَ الإنسان حياته الروحية، هكذا الآن أيضًا، بواسطة الأكل يحصل الإنسان على حياة روحية وأبدية.

(6) آدم اللّص بسبب الأكل من الشجرة الأولى طُرد من الفردوس الأرضي، بينما اللّص التائب بالأكل من الشجرة الثانية دخل الفردوس السماوي. إذًا فهناك لص مرتبط بكل من الشجرتين: بالأكل من الشجرة المُنهى عنها ارتكب أبوانا الأولان عملية سرقة، كما أننا نجد ”لصًا“ مرتبطًا بالشجرة الثانية أيضًا. وعندما نلاحظ الفرق الشاسع بين اختبار كل من اللّصين فإننا سنجد ما يدعو للعجب: الواحد طُرد فورًا من الفردوس الأرضي، والآخر دخل توًا إلى الفردوس السماوي. وإنه أمر له مَغزاه أن تكون هذه هي المرة الوحيدة التي يستعمل الرب فيها كلمة ”الفردوس“.


أيها الفادي العظيمُ دمُكَ يطهرُ
فيكَ قد فازَ الأثيمُ ببرٍ يُبررُ


آرثر بنك



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6