Sat | 2012.Aug.18

شعر كقطيع مِعزٍ


هَا أنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتيِ! ... شَعْرُكِ كَقَطِيعَ مِعزٍ رَابَضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ ( نش ٤: ١ )

إن شعر المرأة الطويل يُشير بلا ريب إلى مجدها ( 1كو 11: 15 )، والطبيعة نفسها تعلِّمنا أن مجد المرأة هو في أن تُرخي شعرها، وأن تغطي رأسها اعترافًا منها بأنها في مكان الخضوع للرجل الذي هو رأسها، وفي هذا إشارة واضحة إلى المجد الحقيقي الذي للمؤمنين الحقيقيين.

إن مجد الكنيسة وشرفها هما في خضوعها للمسيح كرأسها، وخضوعها هذا ليس لشعورها بأنه مجرد واجب تقوم به، بل بالحري هو خضوع المحبة والتعبد له، وهذا هو الشيء الوحيد اللائق بها، وفي هذا مجدها وفخرها.

والشعر في شريعة النذير يرسم أمامنا صورة صادقة للتكريس «إلى كمال الأيام التي انتذر (أي تكرَّس) فيها للرب يكون مقدسًا، ويُربي خُصَل شعر رأسه ... شعر رأس انتذاره (أي تكريسه)» ( عد 6: 5 ، 18). وكم هي جميلة في عيني المسيح هذه الصورة! فكمَن تحصرنا محبة المسيح لا نعيش فيما بعد لأنفسنا، بل له هو «إن عشنا فللرب نعيش ... للرب نحن» ( رو 14: 8 )، وهذا بيقين هو ثمر عمل النعمة.

وشعر النذير هو سر قوته، فقد كانت قوة شمشون العظيمة كامنة في «سبع خُصَل رأسه» وطالما كانت تلك الخُصَل غير محلوقة، لم يكن في متناول العدو أن ينتصر عليه، وواضح أن كل مسيحي حقيقي هو نذير للرب، وعليه أن يُبدي صفات النذير عمليًا، فليتنا في سهر وصلاة مستمرين نعيش ونسلك في الانفصال عن العالم، وفي الشركة مع المسيح بقوة الروح القدس.

وكون شعر العروس هو «كقطيع مِعزٍ» يرسم أمامنا صورة جميلة لوحدة المؤمنين وارتباطهم معًا، فخضوع المؤمنين الفردي للرب وتكريس حياتهم له، يؤول بلا ريب إلى اتحادهم وارتباطهم معًا، فإن كلمة «قطيع» تصوِّر القديسين لا كأفراد يتمتع كل منهم بعناية الراعي فحسب، بل كقطيع «رعية واحدة» تسير تحت قيادة ورعاية «راعٍ واحد».

وإن خضوعنا للراعي العظيم، وسيرنا وراءه بنفسٍ واحدة، وثقتنا فيه وفي محبته، تؤدي بنا إلى أطيب المراعي وأكثرها دسمًا «على جبل جلعاد»، هذا الجبل الذي تميَّز بخصوبة ودسم مراعيه ( إر 50: 19 ؛ مي17: 14). فهل نحن متمتعون عمليًا بهذه المراعي الغنية؟


متى بهنام



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6