Sat | 2012.Aug.11

ابن الإنسان


مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إنّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟ ( مت ١٦: ١٣ )

إن أول مَن أشار إلى هذا اللقب هو الرب يسوع بنفسه. ولهذا اللقب دلالات هامة :

(1) ابن الإنسان باعتبار أن يسوع قياس الله للإنسان الكامل. فجميع البشر عبر العصور والأزمنة بما فيهم الأنبياء، أظهروا نقائص متنوعة. أما ابن الإنسان فقد أظهر الإنسان الكامل كما يريده الله.

(2) ابن الإنسان ليكون خبيرًا بكل الشئون الإنسانية في كل ما يتعلق بها، ولذلك صارت له هذه الأهلية والجدارة من جرّاء اختباراته المتنوعة على الأرض، ولذلك نرى في ابن الإنسان الخبير الوحيد بكل الشئون الإنسانية وظروفها.

(3) ابن الإنسان أليف البشر. فقد كان قريبًا من كل فئات وأنواع البشر بحيث لم توجد نوعية من البشر لم يتلاقَ معها المسيح وعرف كيف يفهمهم ويقترب منهم ويدخل في ظروفهم، فلم يكن أبدًا منعزلاً في صومعة، بل كان مُتاحًا للكل.

(4) ابن الإنسان رجل النُصرة على الشيطان. فالإنسان الأول غلَبه الشيطان، وابن الإنسان حقق النُصرة والغَلبة على الشيطان. فاستطاع أن يربط القوي وينهب أمتعته مُحررًا البشر المساكين من سُلطته وقبضته.

(5) ابن الإنسان الوَدود الذي كان يلبي بلطف كل دعوة تُقدَّم له من كل صاحب بيت مهما كانت دوافع ونوايا أصحاب هذه البيوت. لكنه أظهر لطفًا وودًا وتعامل مع أصحابها كل واحد بما يناسب حالته واحتياجه تمامًا.

(6) ابن الإنسان رجل الصلاة. فقد كان يعبِّر في صلاته عن اتكاله الدائم والمُطلق على الله من جهة كل احتياجات معيشته وخدمته. فقد كانت كل مصادره في الله.

(7) ابن الإنسان الذي كان له الحق أن يغفر الخطايا ( مر 5: 28 ). فقد تعطف وأظهر رحمة وشفقة على الإنسان واهتم بخلاصه من كل صور البؤس والمُعاناة التي سببتها الخطية. وقد أظهر ذلك في معجزات النعمة والرحمة التي صنعها للإنسان.

(8) ابن الإنسان باعتباره الديان ( يو 5: 27 ) فكابن الإنسان صارت له الأحقية في إجراء الدينونة، وقد تعيَّن من قِبَل الله لإجراء هذه الدينونة بصفته ابن الإنسان.

عزيزي .. هل التقيت بابن الإنسان وتمتعت بخلاصه وبكل ما فيه من لطف وحب يصل إلى قلبك ليُشبع روحك ونفسك؟


جوزيف وسلي



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6