«لاَ تُقاوِمُوا الشَّـرَّ، بل مَن لَطَمكَ على خدِّكَ الأَيمنِ فحَوِّل لَهُ الآخرَ أَيضًا» ( مت 5: 39 ). ليست المسيحية خنوعًا، وهي أيضًا ليست مجرَّد مثاليات، لكن الحياة المسيحية أن نُظهر المحبة والرحمة والمسامحة والاحتمال لعالم يفتقر إلى كل ذلك. هكذا يظهر شخص المسيح الذي فينا ويلمس القلوب ويغيِّرها.

«لَيسَ نبيٌّ بلاَ كرامَةٍ إِلاَّ فِي وطَنهِ وفِي بَيتِه» ( مت 13: 57 ). قد يقبلك الناس ويُقدِّروا شخصك وتعبك وما قدَّمته وتُقدِّمه، لكن دائرتك القريبة عادةً تُقدِّرك أقل من الجميع. إنه موقف مُحبِط بلا شك، لكن المُشجّع أن الله هو أكثر شخص يُقدّرك ويدعمك ويهتم بك.

«لا أَقولُ لَكَ إلى سَبعِ مرَّاتٍ، بل إِلى سَبعينَ مَرَّةً سبعَ مَرَّاتٍ» ( مت 18: 22 ). لم يورد لنا المسيح هنا عمليّة حسابيّة لوضع حدود الغفران للآخرين، بل مبدأً إلهيًا هو الغفران دون شرط وبلا حد. قد نفشل مرارًا في تتميم ذلك، لكن هذا هو مستوى الغفران الذي قدَّمه لنا سيّدنا بذاته، بالمفارقة مع العالم القاسي الذي لا يغفر.

«أَعطوا إِذًا ما لقيصرَ لقيصرَ وما للهِ للهِ» ( مت 22: 21 ). بما أنَّ السلطات مُرتَّبة بسماح من الله، فعلينا إظهار الخضوع لها كمواطنين صالحين، إلَّا إذا تعارض ذلك مع طاعتنا لله. إذًا علينا واجب الإكرام والعمل بحسب قوانين السلطة دائمًا، إلَّا إذا كانت هناك وصية إلهيَّة صريحة ضد إحدى هذه القوانين.

«مَن كانَ منكُم بلا خطيَّةٍ فليَرْمهَا أَوَّلاً بحَجَرٍ!» ( يو 8: 7 ). مَقولة شهيرة تكشف حالة القلوب وتُبكِّت الضمائر، لأن الحقيقة هي أن الكلّ رازح تحت وطأة الخطية ولذلك سقطت كل الحجارة. ليت كل منَّا يطلب الرحمة من الله، وبعدها نبدأ مسيرة الإيمان التي نتعلَّم فيها كيف نترفَّق ونرحم الآخرين أيضًا.

«وتَعرفونَ الحَقَّ، والحَقُّ يُحَرِّرُكم» ( يو 8: 31 ). كثيرون يتبَاهون بهذا القول، لكن دون التفات للمَقولة كلّها: «إِنَّكُم إن ثبَتم فِي كلامي فبالحقيقةِ تكونونَ تلاميذي، وتعرِفُونَ الحَقَّ، والحَقُّ يُحَرِّرُكُم» ( يو 8: 31 ، 32). إنَّ الثبات في كلمة الله يجعل من المؤمن تلميذًا يدرس ويعرف ويتمسَّك بالحق، وهذا هو أساس التحرير. إنه ليس مجرّد شعار رنّان، لكنه أسلوب حياة. وما أحلاها!

أَنتَ المُعَلِّمُ الأَمينْ فِيكَ لنا كلُّ الآمَالْ
مَنطِقنَا بالحَقِّ الثَّمِينْ وَاحفَظنا من كلِّ ضَلالْ

مكرم مشرقي