جاء أحد المؤمنين يسأل أحد خدام الرب: “لست أعلم لماذا أنا ضعيف جدًا؟” مُعبّرًا عن محاولاته العديدة وتعهداته المتكررة لأجل العيشة في القداسة لكي يُرضي الرب، ولكنه يفشل كثيرًا.

وكان جواب خادم الرب: إن المشكلة ليست أنك ضعيف عن إتمام مطاليب الرب، هذا صحيح، بل المشكلة هي أنك لستَ ضعيفًا كما ينبغي؛ لستَ ضعيفًا إلى الدرجة التي معها تقتنع بالكف عن محاولاتك الذاتية، وعندما تصل في ضعفك إلى الدرجة التي فيها لا تقوى على عمل شيء بالمرة، حينئذٍ يبدأ الله عمله فيك.

إن الحرب للرب. والمؤمن لا يصنع الانتصار في حربه الروحية. الله هو الذي ينتصـر في المؤمن، يقوده في موكب نصـرته. لست أنت الذي تغلب الخطية، لكن الله بقوة روحه فيك. إنك إذا دخلت معركة ضد الشر بقوة ذاتك وإرادتك، فثق أنك مهزوم حتمًا، لأن إرادتك الذاتية تختار الشـر وتقف في صفه. هي وثيقة الصلة بالخطية، والميل إلى الشـر جاهز عندها، ولذلك هي مغلوبة من الشـر بطبعها وميولها. إن الجسد فيك يشتهي ضد روح الله، وروح الله يقف ضد شهوات الجسد (طبيعتك الإنسانية الفاسدة)، فلا تُحارب الشـر بأعوانه وعدته وأجناده، فهذا مستحيل. عليك أن تُغيّر الخطة، وأن تستبعد تمامًا مشورة الجسد وقوة إرادتك، وتسلم زمامك لعمل الروح القدس.

والرسول بولس يصف حالة شخص يريد أن يضع نفسه تحت الالتزام بمطاليب الناموس الأدبي لكي يُرضي الله في سلوكه، وإذ به يختبر الفشل وخيبة الأمل فيقول صارخًا: «مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟»؛ هذا الضعف الشديد المتناهي هو الموت الروحي بعينه. عندما وصل ذلك الشخص إلى خاتمة نهايته كإنسان ميت روحيًا، عرف طريق النصـرة وعرف أن الله مصدرها «أَشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا!» ( رو 7: 25 ).

كلي