Wed | 2020.Jul.15

لماذا أحبني الله؟!


«ابْنِ اللهِ ... أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي»

لماذا أحبني الله؟! أنا لا أعرف سببًا، ولم أكن أطمع في هذه المحبة. أنا الذي كنت، وما زلت، أمقت الكثير من تصرفاتي. أنا الذي قد يغرك مظهري وملبسي وكلامي، لكن من خلف هذا كله تختفي أمور كثيرة مُخجلة ومُزرية لا تعلمها أنت، ولا يعلمها غيرك من الناس. صحيح أنا لم أقتل، ولكني حقدت واشتهيت، وأبغضت حسدًا، وأفرطت بشفتيّ. لم أسرق ولم أشهد شهادة زور، ولكني كم من نظرة اختلستها، وكم من كلمة استرقتها، وكم من كذبة اختلقتها؟ وهل أعدد لك صفاتي الرديئة؟ وهل تكفيني صفحات هذا الكتاب؟ ... أيها القارئ إني خبير بالشر منذ حداثتي. ودعك من الخطايا والشرور التي لم أفعلها، فلو أن الفرصة سنحت لي، لفعلتها كغيرها بنفس الرغبة، وبنفس الروح. ومن حين إلى حين أعود وأفعل ما ندمت على فعله مرات. ويومًا بعد يوم أقلب صفحات من كتاب حياتي مُجلَّلة بالسواد. لم يمضِ يومٌ واحد عليّ لم أقع فيه في خطأ، بالرغم مني أو برضاي. أشعر بشيء كثير من الجهل والحماقة في داخلي. أنا ضعيف مغلوب، سواء من خطايا كبيرة أو صغيرة. وفي قلبي جفاف وعلى عينيّ غشاوة، وبرودة الشعور تكاد تجعل من حياتي طعامًا سخيفًا. آه ... أنا أشهد عن نفسي، واعتراف المرء على نفسه يعتبر في عُرف الناس شهادة لا تنقضها شهادة الغير. هي شهادة صادقة، ولكن الله يعرف كم أنا خاطئ. هو يعرف فكري من بعيد. السهوات والخطايا المُستترة عَرَفَها واحدة فواحدة. ذرَّى مربضي. اختبرني وعرف ما في داخلي. وأنا بجملتي مكشوف وعريان لديه، ورغم كل هذا قد أحبني! ولماذا أحبني الله؟ لماذا وأنا هكذا أحبني ومال قلبه إليَّ؟ فليتك تُبادر وتستفيد من فترة النعمة التي فيها محبة الله متجهة إلى كل البشر، مهما كانت خطاياهم، فتسعد معه وفي بيته إلى الأبد!

كاتب غير معروف



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6