Thu | 2020.Aug.27

ألقانة وحنَّة


«قَالَ لَهَا أَلْقَانَةُ رَجُلُهَا: ... أَمَا أَنَا خَيْرٌ لَكِ مِنْ عَشَرَةِ بَنِينَ؟»

كانت حَنَّةُ متضايقة ومغمومة جدًا ( 1صم 1: 7 ). وهي تُصوِّر بوضوح الاختبار الذي نجتاز فيه قبل أن نجد السلام والقوة في الرب يسوع. ومن هذه الوجهة نتعلَّم من تاريخها درسًا هامًا آخر، وهو أنه في أي صعوبة نجتاز فيها، نتعرض لتجربة حلّ مشاكلنا بأنفسنا. نعم، ففي عالم اليوم، الذي تحكمه المبادئ الإنسانية التي تنادي باستقلالية الإنسان، والاعتماد على نفسه في كل شيء، كم نحتاج أن نتعلم أن نواجه مسؤولياتنا ومشاكلنا تحت إرشاد الرب وبمعونته.

لم تحاول حَنَّة أن تحلّ مشكلاتها بنفسها، لكن أَلْقَانَة حاول أن يفعل ذلك لأجلها. ففي 1صموئيل1: 8 نجد زوجًا مُحبًا يرتكب خطأً فادحًا بإفراطه في تقدير شأنه وأهميته. فقد كان سؤاله لزوجته المغمومة والمتضايقة هو «أَمَا أَنَا خَيْرٌ لَكِ مِنْ عَشَرَةِ بَنِينَ؟». أحيانًا يُظهر الأزواج المسيحيون - حتى أحسنهم المُحبون لزوجاتهم - بساطة زائدة في ردود أفعالهم من نحو احتياجات زوجاتهم. لم يكن أَلْقَانَةُ مُصغيًا لزوجته، ولم يكن متأثرًا وحساسًا بالنسبة لحاجتها العميقة.

على الأزواج المسيحيين ألا يُغالوا في تقديرهم لأنفسهم. علينا أن نتحقق أن زوجاتنا لهن احتياجات واختبارات لا يجب أن نستخف بها أو نقابلها بتعبيرات عن أهميتنا وكفايتنا الشخصية. إن الاستجابة الأفضل بالنسبة لأَلْقَانَة هي أن يشارك زوجته في حزنها «بُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ» ( رو 12: 15 ). كان يُمكنهُ أن يُعينها روحيًا بأن يفهم وضعها، وأن يعترف بعدم مقدرته على حله. وفي جميع العلاقات العائلية، من المهم ألا نوّجه الآخرين إلى أنفسنا كحل لمشكلاتهم. كانت هذه هي غلطة أَلْقَانَة. لكن يجب أن يكون لدينا شعور وإحساس باحتياجات الآخرين، وأن نوَّجههم إلى الرب يسوع المسيح وحده.

جوردون كيل



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6