لقد اشترانا. دفع الثمن؛ الثمن الذي لا يستطيع أن يعرف مقداره سوى الله. لم تكن تلك الحياة الكاملة البارة، ولا حياة فعل الخير، هي الثمن الذي اشترانا به. لقد جال يصنع خيرًا ويشفي جميع المُتسلِط عليهم إبليس، وعلَّم كثيرًا، وقد انسكبت النعمة على شفتيه، ولكن لم يكن في كل هذا فداؤنا. إن الثمن الذي دفعه، الثمن الذي به اشترانا، قد دفعه على الصليب، لما بذل نفسه، ووقف في موضع الخاطئ أمام الله القدوس. إن الثمن هو دمه الثمين. لقد رضي أن يُرفع على الصليب، ويصير لعنة لأجلنا، لنستطيع أن نتبارك فيه بكل بركة روحية في السَّماويات. ما أعجب هذا الأمر! أن القدوس أحبَّ الخطاة، ووضع نفسه للموت لأجلهم!

مجدًا لله! لأن شخصًا هذا مقداره قد دفع الثمن، فنحن نعلم أننا اُشترينا وافتُدينا. لقد واجه كل شيء. كل خطية من خطايا الذين يقبلونه كمُخلِّص، قد دفع ثمنها كاملاً. لقد افتدانا من قوة الخطية، ومن قوة الشيطان. بالثمن الذي دفعه قرَّبنا إلى الله. وإذ اُشترينا، نتطلع إلى وجه الله المُحبّ، وقد صار صدر الآب مكان راحتنا، ومحبة الآب - المحبة التي بها يُحبّ ابنه المجيد - صارت نصيبنا الأبدي. إذ اُشترينا بثمن، صارت حياتنا مستترة مع المسيح في الله. وإذ اُشترينا بثمن، نزل الروح القدس وجعل أجسادنا هيكله، وَخَتَمنَا. إذ اُشترينا بثمن، صار لنا ميراث سماوي عجيب. إذ اُشترينا بثمن، صار من نصيبنا أن نتغيَّر على صورة جسد مجده، وهكذا نكون كل حين معه. قد اُشترينا بثمن! هَلِّلُويَا! ما أعظم هذا الأمر!

لقد اُشترينا بثمن! نعم، ولكن ماذا بعد هذا؟ «لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ لِلَّهِ» ( 1كو 6: 20 ).

كلي