Tue | 2020.Sep.15

يأتي مع السحاب


«وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا»

هذه المناسبة التي فُتِحت فيها السَّماوات هي جد خطيرة «ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ» ( رؤ 19: 11 ). هذا هو اليوم الي فيه سيُدخِل الله ابنه البكر إلى العالم ( عب 1: 6 )، حيث يؤسس عرشه ومُلكه، وليجازي الأشرار على خطاياهم ورفضهم لنعمته.

إن العالم لم يرَ المسيح منذ مشهد الجلجثة. التلاميذ فقط رأوه خلال الأربعين يومًا قبيل صعوده ( أع 1: 3 ). ولكن العالم مزمع أن يراه مُجدَّدًا: «هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ نَعَمْ آمِينَ» ( رؤ 1: 7 ). وفي مشهد الظهور العلني هذا، فإن الرب يسوع «يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا»؛ هذا بالارتباط مع الدينونة. فليس ثمة كلمة واحدة قيلت عن دينونة الفجار ستسقط إلى الأرض. كل كلمة ستتم بكل خطورة.

وهو – تبارك اسمه - «بِالْعَدْلِ (بالبر) يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ»، ولن يجد الأشرار عذرًا يتفوهون به أمام بر غير ممزوج برحمة. «وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ» ( رؤ 19: 13 ). الدم هنا ليس دم الكفارة، بل دم الأعداء ( إش 63: 3 ). «وَيُدْعَى اسْمُهُ كَلِمَةَ اللهِ»، لأنه هو الذي يُميِّز أفكار البشر ونوايا قلوبهم. «وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ» ( لو 19: 16 )، حينئذٍ يكون الوقت قد حان لتصير «مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ» ( رؤ 11: 15 ).

وفي ظهور الرب بمجده، سيكون له رُفَقَاء ( مز 45: 7 )، فقواته السماوية ستتبعه على خيل بيض، متسربلين ببز (كتان) أبيض نقي ( رؤ 19: 14 ). هؤلاء هم قديسوه السماويون الذين سيتمجد فيهم، ويُتعَجَب منه بهم وفيهم ( 2تس 1: 10 )؛ هؤلاء هم غرض نعمته، وشركاء عرشه.

و. و. فراداي



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6