Sat | 2020.Sep.05

هل الله يفرح؟


«هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي»

حيث إن المشاعر التي توجد في الإنسان، بل وحتى في الحيوان الذي خلقه الله، تبرهن على وجود خالق يتمتع على الأقل بمثل هذه المشاعر؛ كما أن الإعلان الذي قدَّمه الله للبشـرية وضَّح هذه الحقيقة مرارًا كثيرة عندما نقرأ أن الله يحب ( يو 3: 16 أم 6: 16 تك 6: 6 )، ويَغِير ( خر 20: 5 مز 7: 11 مز 2: 4 )، ويُشفق ( يون 4: 11 ) ... إلخ. إذًا، الله عنده مشاعر تُمكنه أن يشعر بالفرح.

ولكن هل هناك أمر ما يمكن أن يجعل الله يفرح؟ ولكي نجيب، دعنا نعطي تعريفًا بسيطًا عن الفرح كما جاء في موسوعة الوكيبيديا: “هو حالة عقلية أو عاطفية، تتميَّز بالمشاعر الإيجابية التي تتراوح بين الرضا إلى السعادة الشديدة”. أي أن أولى درجات الفرح هو الشعور بالرضا، وآخره هو الشعور بالسعادة الشديدة، وهنا يأتي التساؤل: ما هو الأمر الذي يتناسب مع إله عظيم غير محدود، كلي القدرة والعلم والحكمة والجبروت حتى يستطيع أن يُفرحه؟! إذا نظرنا للإنسان – تاج خليقة الله - نجد أنه فشل تمامًا في تحقيق هذا القصد. ولكننا نتفاجأ بهذا الإعلان: «هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ» ( إش 42: 1 -4).

وهنا لم يعلن الله رضاه فقط، بل سروره، وهو ما لا ينطبق إلا على ابنه، الرب يسوع المسيح ( مت 12: 17 ، 18). ولهذا لا نتعجَّب عندما يعلن الله بنفسه مرتين عن سروره بابنه قائلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ» ( مت 3: 17 أف 1: 5 )، فهو الوحيد الذي استطاع أن يصل إلى مطاليب الله. ولكيلا يظل هذا الأمر مقتصرًا على ابنه الوحيد فقط، نرى الله – في غنى نعمته – قصد بأن يجعلنا أبناء لنفسه ( رو 8: 29 )، لنكون «مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ» (رو8: 29)، وهذا معناه أنه لكي نُفْرِح الله يجب عمليًّا أن نكون مشابهين المسيح.

يوسف عاطف



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6