Fri | 2020.Oct.09

ما أكرم أفكارك يا الله!


«مَا أَكْرَمَ أَفْكَارَكَ يَا اللهُ عِنْدِي! مَا أَكْثَرَ جُمْلَتَهَا! »

الإنسان الطبيعي، البعيد عن الله، لا يهمه أبدًا أن يعرف أو لا يعرف أن الله عليم بكل شيء. وإحاطة علم الله بالصغيرة والكبيرة في حياة الإنسان، لا تُنشىء في نفسه أية تعزية أو راحة. أما للمؤمن المولود من الله، فهي مصدر طمأنينة كبيرة لنفسه، بل هي ينبوع فائض بالتعزية في قلبه. إن الله دائم الاهتمام بنا. لا يحول فكره عنا أبدًا. ونحن دائمًا وباستمرار تحت نظره. وهذا هو جوهر بركتنا التي لا غنى لنا عنها أبدًا.

إن أفكاره كلها صالحة ومترفقة بنا على الدوام. وكلها حكيمة. وكل مقاصده عن محبة. ولأن أفكاره صالحة، اتجه إلينا باختيار النعمة، وبنفسه صنع الخلاص من دينونة كانت تنتظرنا، وَضَمَنَ هذا الخلاص إلى الأبد. وحفظ لنا ميراثًا أبديًا. كل طريقنا يعرفها شبرًا شبرًا. وإن غفونا فلا تنام عنا عين الرقيب الإلهي أبدًا. لن نتوه في متاهات لا تصل إليها عين الراعي الساهر علينا. في الأحزان يعرف عدد الأنات والتأوهات التي تصعد من قلوبنا، ويشعر معنا بكل غصة ألم أو وخزة وجع. هذا كله يُحيط بنا ويتغلغل في كل كياننا.

وإدراكنا لهذه الحقيقة ثمين جدًا لنفوسنا، لا نفرط فيه مهما كان السبب. إن الحمقى بين الفلاسفة الجهلاء يقولون لنا: أنتم في واد، والله في واد آخر. لكننا نؤمن يقينًا أن إلهنا حيّ، وهو مصدر حياتنا وعائلها الأول والأخير. إنه - تبارك اسمه - يُحبنا حبًا عميقًا فائقًا، ويهتم بنا اهتمامًا بالغًا أقصى الحدود. وهذا الحق عندنا أغلى وأثمن من أن نفرط فيه تحت أي ظروف، ولا نسمح أبدًا أن يسلبنا إياه أحد.

إن كان أي واحد يحسبه حظًا ومكسبًا، إذا فاز بالتفاتة أو رعاية من رجل له مركزه الكبير، أو غناه الوفير، فماذا نحسبه نحن إذ تشملنا رعاية ملك الملوك. وإن كان الله يُفكر فينا بالخير وبالحب وبالحفظ، فما الذي يمنع الفرح عنا؟

روي هيسيون



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6