Sun | 2020.Dec.27

الأعظم


«وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هَهُنَا أَعْظَمَ مِنَ الْهَيْكَلِ!»

لقد قيل عن المسيح قبل مولده: «هَذَا يَكُونُ عَظِيمًا» ( لو 1: 32 ). وفي مَتَّى 12 نجد ثلاثية عن المسيح ”الأَعْظَمُ“. فهو «أَعْظَمَ مِنَ الْهَيْكَلِ» (ع6)، ثم «أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ» (ع41)، وأخيرًا «أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ» (ع42). الترتيب هنا هام: فهو بتجسده وموته الكفاري أعظم من الهيكل، وبقيامته وصعوده أعظم من يونان، وبمجيئه وملكه أعظم من سليمان.

هو أولاً قَدَّم نفسه كالذبيحة الوحيدة والكاملة، وبهذه الطريقة هو أعظم من الهيكل. نعم لولا تجسد المسيح، وموته فوق الصليب باعتباره الذبيحة الفدائية، لما كان ممكنًا أن يتوقف نزف دماء الذبائح، وما كان للنيران التي أكلت كل ذبائح العهد القديم أن تخمد أو تنتهي. لكن بموته ولى وإلى الأبد انتظار البشـر للغفران عن طريق الذبائح الحيوانية، فكيف لا يكون المسيح أعظم من الهيكل؟

لكنه إذ مات طائعًا، فقد قام في اليوم الثالث، من ثم ابتدأت الكرازة به بين الأمم، وأومن به في العالم، وبهذه الطريقة هو أعظم من يونان. وإن كان نتيجة كرازة يونان أن خلصت مدينة بأكملها، فمن يستطيع أن يعرف عدد المُخلَّصين من بداية الكرازة بالمسيح، وحتى يوم الاختطاف، من كل القبائل والأمم والشعوب والألسنة! فكيف لا يكون المسيح أعظم من يونان؟

وأخيرًا فإنه بمجيئه ثانية عن قريب لكي يملك على كل العالم، مُلك البر والسلام، ستأتي لا ملكة واحدة من أقاصي الأرض، بل كل الملوك سيأتون لتقديم سجودهم لشخصه الكريم ( إش 60: 8 ، 9؛ زك14: 16). بل إن كل العالم لا بد أن يتحول رجوعًا إليه، وتتعبد له كل الأمم ( مز 72: 11 )، فكيف لا يكون المسيح أعظم من سليمان؟

يوسف رياض



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6