Wed | 2021.Mar.10

بلا صحيفة سوابق


«فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ»

عندما يتبرر شخص في ساحة المحكمة، فإن المحكمة تُعلِن براءته؛ أي أنه لم يرتكب الذنب الذي حوكم من أجله، مع أن سبب البراءة قد يكون عدم كفاية الأدلة، ولا يكون بريئًا فعلاً. والبعض قد يمضي في السجن مدة العقوبة عن سرقة ارتكبها، وفي آخر المدة يخرج من السجن حرًا. لقد أوفى العقوبة، لكنه لم يزل مجرمًا موصومًا بأنه اختلس ما ليس له حق فيه. هو هكذا في نظر الناس، وله صحيفة سوابق. فهو الآن حر، لكنه ليس متبررًا من الذنب.

وقد يشترك شخص في جريمة قتل مثلاً، ويُحكَم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة، ولكن بعد عشرين سنة يُعفى عنه لحسن سلوكه في السجن. وفي ختام العشرين سنة يخرج حرًا بالعفو عن باقي مدة العقوبة، لكنه ليس متبررًا، لأنه يخرج وبيده صحيفة سوابق تُسَجِّل عليها أنه قاتل.

أما نحن المؤمنين فقد تبررنا، لم نوفِ أية عقوبة عن خطايانا، ولا نحن عُفيَّ عنا مجرد عفو، وصحيفة سوابقنا حافلة بكل ما ارتكبنا من خطايا ومن ذنوب. كلا، لقد تبررنا؛ صحيفتنا بيضاء كالثلج وكالصوف النقي أمام عدالة الله. صحيفة لم تعرف سواد الخطية بالمرة. لا يقوم ضدنا شبه اتهام على الإطلاق، وبذلك لنا سلام مع الله بدم الصليب.

على أنه لا يفتكرن أحد أن الله لم يكن عادلاً حين صيَّرنا في عداد الأبرار. كلا. لأن عقوبة خطايانا لم يغض النظر عنها. لقد وُفيت أجرة الخطية تمامًا. إن الله لكي يفدينا مُسددًا أجرة خطايانا، قد بذل ابنه الوحيد «الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا» ( رو 4: 25 ).

هذا هو خلاص الله الذي أعده لنا. وكَمُخلَّصين لنا حياة جديدة في ابن الله؛ حياة في سلام مع الله بربنا يسوع المسيح.

كاتب غير معروف



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6