Mon | 2021.Mar.01

أ فأنتم مُنتفخون؟


«أَفَأَنْتُمْ مُنْتَفِخُونَ، وَبِالْحَرِيِّ لَمْ تَنُوحُوا ؟»

من المعروف أن البدانة أو زيادة الوزن، من أخطر الأمور على الصحة. ومن المؤكد أنها تزيد من خطورة أمراض كثيرة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. وهناك مؤسسات كثيرة مهمتها فقط مساعدة الناس على إنقاص وزنهم. ولكن تُرى ما هو سبب البدانة؟

السبب الرئيسي أنك تأكل أكثر مما تستهلك. وأظن أن التطبيق الروحي واضح جدًا. وهو درس هام لنا. والرسول يقول: «الْعِلْمُ يَنْفُخُ»، ولكنه يُضيف قائلاً: «وَلَكِنَّ الْمَحَبَّةَ تَبْنِي» ( 1كو 8: 1 ). فإذا كنا نقرأ الكتاب لمجرد حشو رؤوسنا بالمعلومات، فإننا سننتفخ. فالمؤمنون في كورنثوس كانوا أغنياء في العِلْم وفي المواهب، ولكن لمَّا عُرِفَت بينهم الفضيحة الأخلاقية (1كو5)، لم يفعلوا شيئًا تجاهها. كانت معلوماتهم في رؤوسهم فقط، ويقول الرسول: «أَفَأَنْتُمْ مُنْتَفِخُونَ، وَبِالْحَرِيِّ لَمْ تَنُوحُوا حَتَّى يُرْفَعَ مِنْ وَسَطِكُمُ الَّذِي فَعَلَ هَذَا الْفِعْلَ؟» ( 1كو 5: 2 ). فالخطر للمؤمن ليس في زيادة التغذية من كلمة الله، ولكن في عدم استخدامها في الحياة اليومية. فكمية الطعام التي تجعل الشخص الكسول بدينًا، هي نفسها التي تُنمي العضلات لشخص آخر كثير الحركة والعمل، ولذلك يُحرّضنا الرسول بولس: «فَكَمَا قَبِلْتُمُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبَّ اسْلُكُوا فِيهِ» ( كو 2: 6 ).

وكانت رغبة الرسول بولس للمؤمنين في كولوسي صحية جدًا «لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ» ( كو 1: 10 ): (1) سلوك: «لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ». (2) عمل صالح ومُثمر: «مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ». (3) معرفة الله: «نَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ». (4) النتيجة: «مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِحَسَبِ قُدْرَةِ مَجْدِهِ، لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ» (ع11). (5) تحذير: لا تنتفخ بالمعرفة «خَبَّأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ» ( مز 119: 11 ).

أنيس بهنام



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6