Mon | 2021.Apr.19

استفاناس وطابيثا


«بَيْتَ اسْتِفَانَاسَ ... رَتَّبُوا أَنْفُسَهُمْ لِخِدْمَةِ الْقِدِّيسِينَ»

لم يُسجِل الوحي عن أعمال “اسْتِفَانَاس” الفعلية إلَّا القليل، نظير تقديم الماديات وإراحة نفس الرسول بولس ( 1كو 16: 17 ، 18). وعلى كل حال فوصف العائلة «وَقَدْ رَتَّبُوا أَنْفُسَهُمْ لِخِدْمَةِ الْقِدِّيسِينَ»، يعني أنهم فعلوا أكثر من مجرد الانتقال لمسافات ليهيئوا المعونة المادية، ويُقدمونها للرسول. وبتعبيرات هذه الأيام، أعدوا مواصلات للقديسين لحضور الاجتماعات، وزيارة المرضى، وتدبير ما يحتاجونه، وإصلاح ما يلزم، بل وأكثر من ذلك. وكل هذا مقرون بالصلاة لعرض الاحتياجات المتنوعة أمام الرب، باعتبارهم أيادي للرب للتنفيذ. إن قائمة المساعدات طويلة، وقد غمرتهم، حتى إن الرسول بولس يصفهم بأنهم «رَتَّبُوا»، أو كما جاءت في ترجمة أخرى، “كرّسوا أو وقفوا أنفسهم”؛ أي اعتادوا الخدمة والمساعدة.

وحينما ماتت “طَابِيثَا” افتقدها الكثيرون الذين كانوا قد استفادوا من أعمالها الصالحة، حتى إنهم استدعوا الرسول بطرس، ليُعيدها إلى الحياة، لتستكمل خدمتها لهم ( أع 9: 36 -40). ونلاحظ كلمات المديح التي قالتها جميع الأرامل عنها، لأن «هَذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالاً صَالِحَةً وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا»، والأخيرة تتضمن مالاً وطعامًا وملبسًا للفقراء (ع39). وهذا يُوحي ويُشير إلى أن مَن له موهبة الأعوان، ليس فقط له المقدرة على ملاحظة احتياجات الآخرين، بل لديه نعمة تكريس الوقت والطاقة والمال، لسد تلك الاحتياجات.

هذان المثلان السابقان؛ “اسْتِفَانَاس وَطَابِيثَا”، انفقا أنفسهما في خدمة لمَن هم في المسيح، ولا نتعجب أنهما ساعدا مَن هم خارج دائرة الإيمان أيضًا. ولنسمع قول الوحي: «فَإِذًا حَسْبَمَا لَنَا فُرْصَةٌ فَلْنَعْمَلِ الْخَيْرَ لِلْجَمِيعِ، وَلاَ سِيَّمَا لأَهْلِ الإِيمَانِ» ( غل 6: 10 ).

هانك بلوك



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6