Fri | 2021.May.28

ولادة إسحاق


«فَحَبِلَتْ سَارَةُ وَوَلَدَتْ ... فِي الْوَقْتِ الَّذِي تَكَلَّمَ اللهُ عَنْهُ»

بالارتباط بولادة إسحاق، نتعلم دروسًا هامة:

(1) مواقيت الله: الله لا يتعجل في تنفيذ خطته، ونحن لا نستطيع أن نُعجِّله. فهو يعمل بهدوء، ويعمل الكل حسنًا في وقته. إنه - تبارك اسمه - يمشي متمهلاً، لكنه لا يصل أبدًا متأخرًا. وعلينا أن ننتظر الرب حتى لو طال الانتظار «أَنَا الرَّبُّ فِي وَقْتِهِ أُسْرِعُ بِهِ» ( إش 60: 22 ). «الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ، وَفِي النِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ. إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَاناً وَلاَ تَتَأَخَّرُ» ( حب 2: 3 ).

(2) قدرة الله: فهو «الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى، وَيَدْعُو الأَشْيَاءَ غَيْرَ الْمَوْجُودَةِ كَأَنَّهَا مَوْجُودَةٌ» ( رو 4: 17 )، «بِالإِيمَانِ سَارَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا أَخَذَتْ قُدْرَةً عَلَى إِنْشَاءِ نَسْلٍ ... لِذَلِكَ وُلِدَ أَيْضًا مِنْ وَاحِدٍ، وَذَلِكَ مِنْ مُمَاتٍ، مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاءِ فِي الْكَثْرَةِ» ( عب 11: 11 ، 12). إنه على خلاف الرجاء الطبيعي والمنطقي، سألت سارة متعجبة: «مَنْ قَالَ لإِبْرَاهِيمَ: سَارَةُ تُرْضِعُ بَنِينَ؟ حَتَّى وَلَدْتُ ابْنًا فِي شَيْخُوخَتِهِ!» ( تك 21: 7 ).

(3) مقاصد الله الثابتة: حاول إبراهيم أن يُغيِّر القصد، حيث تعذَّر وصول إسحاق، أن يكون إسماعيل هو الخطة البديلة. لكن الله رفض هذا بشكلٍ مُطلق، وأكد قائلاً: «بَلْ «بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ» ( رو 9: 7 ؛ عب11: 18). فلنحذر أن نُقدم لله حلولاً بديلة. سارة ترمز إلى النعمة، وإبراهيم إلى الإيمان، وهَاجَر إلى الناموس. دخلت هَاجَر ففصلت النعمة عن الإيمان. لكن أخيرًا عادت النعمة لتلتقي بشخص عاجز بالطبيعة لكن عنده إيمان، فأنتجت الثمر الذي بحسب قصد الله.

(4) أمانة الله: الله وعد أن سارة تحبل وتلد ابنًا، وما وعد به قد نفذه تمامًا في وقته. رغم العجز (تك17)، والفشل (تك20)، لكنه فعل كما نطق. فهو لا يكذب ولا يندم. لا ينقض عهده، ولا يُغيِّر ما خرج من شفتيه ( مز 89: 34 ).

محب نصيف



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6