Sat | 2019.Jul.13

ما أَحسن وما أجملَ!


«هُوَذا ما أَحسَنَ وما أَجملَ أَن يَسكُنَ الإِخوَةُ مَعًا!»

مزمور 133 يُكلِّمنا عن عُظم القيمة والبركة التي يراها الله في وحدانية الإخوة وارتباطهم معًا. إنه حسن وجميل أن تكون لنا شركة بعضنا مع بعض، ليس فقط في المناسبات المُفرحة، لأن سكنى الإخوة معًا معناها استمرار هذه الشركة ودوامها. إن التوادد والتعاطف بالصبر في العمل الصالح، من الأمور التي تنال رضا الله «مثلُ الدُّهن الطَّيِّب على الرَّأسِ، النازلِ على اللِّحية، لحيَةِ هارونَ، النازلِ إِلى طرفِ ثيابهِ» (ع2).

إن تلك الرائحة الجميلة؛ رائحة دهن المسحة التي نقرأ عنها في خروج 30: 22، 23؛ لاوين 8: 12، إنما تُكلِّمنا عن كمالات ربنا يسوع المسيح الزكية العاطرة التي فاحت على الدوام، في كل طريقه هنا، والتي تفوح على الدوام أمام الآب من خدمته كرئيس الكهنة العظيم. يقول المُرنم إن شركة الإخوة بعضهم مع بعض هي مثل هذا الطِيب الزكي. ويرجع بالذاكرة أربع مئة سنة إلى الوراء، ويذكر تلك المناسبة الجميلة التي فيها سُكِبَ ذلك الدهن الفيَّاح على رأس هارون، بواسطة موسى. لقد سكبَهُ موسى بأمر الرب، وهو الذي لم يكن ليُسكَب على جسد إنسان ما، لكن المزمور يَصف لنا كيف نزل ذلك الطِيب الغالي من تلك العمامة المُقدَّسة في خيط واحد متصل على لحية هارون، ومنها حتى طرف ثيابه. ولم يكن هارون والطيب المادي إلا رموزًا للمسيح يسوع في نعمته الغنية «كلُّ ثيابِكَ مُرٌّ وعُودٌ وسلِيخَةٌ» ( مز 45: 8 ).

فما أزكى وما أعبق شركة الإخوة ”الساكنين معًا“. إن وحدانية شعورهم وتعاطفهم هي أمام الله مثل هذا الطِيب؛ عطرة وفيَّاحة ومُنعشة ومُشبعة. ينزل الدهن الطيب إلى طرف ثياب هارون. وهناك في طرف ثيابه نجد الجلاجل والرمانات، رموز الحياة الشاهدة والثمار الشهية. فإن كان الدهن الطيب رمزًا إلى قوة الروح القدس العاملة لإظهار نعمة ربنا يسوع فينا لإبراز الشهادة الحية للذين هم من خارج، ولقيادتنا إلى الشبع في السجود في الداخل. فإن شركتنا بعضنا مع بعض، وتكاتفنا في عمل الرب لها مثل هذه الثمار والنتائج.

ما أجمل التشارك والتساند في إنجاز عمل الرب. إنه «مثلُ ندَى حَرمُونَ النَّازِلِ على جبَلِ صهيونَ» (ع3)؛ ندَى حَرمُونَ الصافي النقي، وصهيون المدينة المكتوب عنها: «قد قِيلَ بكِ أَمجَادٌ يا مدينةَ الله» ( مز 87: 3 )، والتي طالما انتعشت بهذا النَدى. ومرة أخرى نقول: إن هذا التشبيه هو عن شركة الإخوة الساكنين معًا.

ج. ويجرام



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6