Sat | 2019.Jul.06

اسلُكوا بالروحِ


«اسلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تكَمِّلوا شَهوَةَ الجسَدِ»

مَن مِنا لا يُعاني من الجسد ورغائبه وميوله التي هي ضد الروح القدس؟ لقد صرخ الرسول بولس قائلاً: «وَيْحِي أَنا الإنسانُ الشَّقيُّ! مَن يُنقذُنِي من جسَدِ هذا الموت؟». ولكن سرعان ما جاء إليه الإنقاذ الإلهي، فهتف فرحًا: «أَشكُر اللهَ بيَسوعَ المسيحِ رَبَّنا!» ( رو 7: 24 ، 25).

ولقد كان هذا الإنقاذ من خلال عمل وقوة الروح القدس في الطبيعة الجديدة «لأَنَّ نامُوسَ رُوحِ الحياةِ فِي المسيحِ يَسوعَ قد أَعتقَني مِن ناموسِ الخطيَّةِ والموتِ» ( رو 8: 2 ).

لكننا من الناحية العملية نحتاج يوميًا أن نتدرب ألَّا نلّبي نداء الجسد، ولن يتأتى هذا بالإرادة القوية ولا بالعهود الحماسية، لكن ببساطة عندما نتعلَّم أن نسلك بالروح.

(1) السلوك بالروح هو عندما يكون الروح القدس هو المُحرِّك للسلوك، وبقوة عمله، بل وعندما يهدف هذا السلوك لتمجيد المسيح. فما أروع ما يكتب عن شمشون «وابتدأَ روحُ الرَّبِّ يُحَرِّكهُ في محَلَّةِ دَانَ بينَ صُرْعَةَ وأَشتأُولَ» ( قض 13: 25 ). والمثال الأعظم لنا هو ربنا يسوع الذي قيل عنه: «وكانَ يُقتادُ بالرُّوحِ في البرِّيَّةِ» ( لو 4: 1 ).

(2) السلوك بالروح يُجنِّب المؤمن السقوط في شهوات الجسد، فعندما يتعطل عمل وسيادة الروح القدس في كيان المؤمن، يستيقظ هذا المارد - أي الجسد - الذي حُكِم عليه بالموت في الصليب، فيجر المؤمن الي ما لا تُحمَد عقباه! أ لم ينزل شمشون مرة أخرى، بالجسد لا بالروح إلى غزة، الي أحضان دليلة، وهناك حصد الثمار المريرة للسلوك بالجسد؟! ويا لها من تعبيرات مؤلمة تُسجَّل عنه: «وابتدَأَت بإِذلاَلهِ، وفارقَتهُ قُوَّتهُ .. فأَخذَهُ الفلسطينيُّونَ وقلَعُوا عَينيهِ»، وأخيرًا قال: «لِتَمُتْ نفسِي معَ الفلسطينيِّينَ» ( قض 16: 19 ، 21؛ 17: 30).

(3) السلوك بالروح يُعطي للمؤمن إمكانية تتميم مشيئة الله في حياته. وهذا ما قيل عن بولس ومَن معه: «لمَّا أَتَوا إِلَى مِيسِيَّا حاولُوا أَن يذهَبُوا إِلى بثينِيَّةَ، فلَم يَدَعهُم الرُّوح» ( أع 16: 7 ). لقد كانت مشيئة الرب أن يتوجهوا الي فيلبي لتأسيس عمل عظيم هناك.

ما أروع أن نعيش في مجال سيادة وقيادة وقوة الروح القدس! وهذا يأتي من الامتلاء بالروح؛ عندما يُصبح هو القائد والسَيِّد وصاحب القرار في حياتنا، فنختبر معني وروعة القول: «السَّالكينَ ليسَ حسَبَ الجسَدِ بل حسَبَ الرُّوحِ» ( رو 8: 4 )، فنكون من أولئك «الذينَ يَنقادُونَ بروحِ اللهِ» ( رو 8: 14 )، ويعيشون لمجد الله.

إيليا كيرلس



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6