النعمة والسلام مع الرب
الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 4 : 4 - :
«لَستُ أَشعُرُ بِشَيءٍ فِي ذاتِي. لَكِننِي لَستُ بِذلِكَ مُبَرَّرًا»
إن كنت أنشغل بذاتي فإما أن أنشغل برداءة ما فيَّ وما صدر مني، أو أنشغل بصلاحي وأعمال بريّ. وحساسية ضميري تلازمها دائمًا المشغولية برداءتي عند الزلَل، وأيضًا المشغولية بصلاحي – إلى حد الانتفاخ – إذا أتيت عملاً مفيدًا. وفي كِلتا الحالتين لا أستفيد شيئًا. بل إن مشغوليتي برداءتي يُصاحبها القلق والقنوط والحزن. يشغلني كيف جاءت التجربة، وكيف انحرَفْت. يشغلني عار الخطية. ويشغلني أسلوب إصلاح الخطأ، والنتيجة أن ذاتي هي التي تملأ إطار الصورة. لكن مثل هذه المشغولية مع كل ما تجرُّه وراءها من إرهاق للقلب والذهن، يجب التخلُّص منها، بل يجب تجنبها. وهناك نفوس كثيرة ابتلعها الحزن، وزادها ذبولاً، مقترنًا بمرارة الألم. فما هي الفائدة من كل هذا؟ لا فائدة ولا منفعة بالمرة. إنها مشغولية كبيرة برذائل الطبيعة البشـرية، وبأطلال الخراب فيها. إن المشغولية بالذات هي – بكل بساطة، شر. إنها ذاتك تُحاكَم في محكمتك أنت. أنت توجه الاتهام، وأنت تحكم وتقضي، وأنت الذي تُحامي وتُدافع. ومع أنك أنت الخاسر في هذه المُحاكمة، لكنك تحب أن تطيل المكوث هناك. ولكن شاطئ الأمان في هذا البحر المضطرب هو هذا: إن كنت أرى نفسي كما يراني الله في المسيح، فلن أرى إلا ما في المسيح من كمال. إن كنت أرى نفسي في المسيح، فأنا أرى نفسـي في النور، ومن شأن النور أن يُظهِر الأشياء على حقيقتها. في النور أرى وأشعر ببركة الخلاص العظيم الذي صُنع لأجلي. هذا الخلاص العظيم يجعل المسيح بالنسبة لي في قمة الغلاوة، ويجعلني أسرع إليه، وألتصق به، وأتوق إليه بقلبي، وأستريح تمامًا على كفاية عمله، لأني في النور أعرف أني في حرية أولاد الله. صحيح في النور أرى أصغر نقطة سوداء مهما صغر حجمها، لكن في الوقت نفسه أرى أين ذهبت أخطائي، وكيف دِينت في صليب المسيح، وكيف أصبحت حُرًا منها، وأرى بصورة أوضح بر الله، وعلى أي أساس يغفر الخطايا، ويُطهِر الخاطئ. إن المشغولية بالذات لا تفتح العين إلا على ضياع ويأس وبكاء ورثاء وبحث عن تعزية، وهيهات أن نجدها. لكن إن كنت أرى نفسـي كما يراني الله، فإني أرى رؤية صحيحة، دون قلق أو حيرة، وأحب الرب وأتعلَّق به، فيملأ هو قلبي ويُعمِّق فيَّ أبعاد حُبه لي. وفي نور محبته ونعمته الغافرة تبهت مشغوليتي بذاتي وأخطائي، ويُبتلَع ظلام اليأس من نور الحياة. كلي
3834
أيوب 1 : 9 - : | أَيُّوبُ وبِرَّهُ
02-02-2023
3833
إنجيل مرقس 10 : 52 - : | الأعمى الذي انتصر
01-02-2023
3832
التثنية 31 : 6 - : | الوعد المنسي
31-01-2023
3831
الملوك الثاني 2 : 9 - : | رداءإيليا أم رب إيليا؟
30-01-2023
3830
إنجيل مرقس 7 : 33 - 7 : 34 | هو يشعر بك
29-01-2023
3829
الرسالة إلى العبرانيين 12 : 11 - : | المؤمن وتأديب الرب
28-01-2023
3828
المزامير 10 : 5 - : | النضارة الدائمة
27-01-2023
3827
إشعياء 9 : 6 - : | اسم الرب
26-01-2023
3826
إنجيل متى 1 : 23 - : | الميلاد العذراوي
25-01-2023
3825
اللاويين 11 : 3 - : | احفظ نفسَكَ طاهِرًا
24-01-2023
يوحنا 14 : 6