Fri | 2019.Nov.15

محبة المسيح


«وَتعرِفُوا مَحَبةَ المَسِيحِ الفَائِقَةَ المَعرِفَةِ»

صور للمحبة: يعرف القلب البشـري، صورًا مُتعددة لمحبة الآخر: (أ) فهناك محبة العطف على المساكين، ويملأها الرقة والإحسان، كمحبة بوعز لراعوث. (ب) ومحبة السـرور، والإعجاب بالآخرين، ونموذجها محبة يوناثان لداود (1صم17، 18). (ج) والنوع الثالث هو محبة أهل البيت أو قُل: المحبة العائلية. وأساس هذه المحبة ليس امتيازات المحبوب، أو احتياجاته، بل شخصه. فالمحبوب نفسه، هو من يُحبه القلب،

محبة المسيح: ومحبة العريس (المسيح) في سفر النشيد لعروسه، جمعت بين أنواع المحبات أعلاه. فنراه (1) كالمُحسن والعطوف عليها، فهي راعية غنم فقيرة سوداء ( نش 1: 5 ، 8). والحبيب، هو الملك العظيم سليمان ( نش 1: 12 ). ولأجل الراعية الفقيرة، لبسَ الملك ثوب الراعي، ليقترب منها (2: 16). (2) كما نجد محبة إعجاب العريس بعروسه، واصفًا إيَّاها بالجمال عديد من المرات «إِن لَم تَعرِفِي أَيَّتهَا الجميلَةُ بينَ النِّساءِ» ( نش 1: 8 ، 15 ( نش 2: 4 نش 1: 4 نش 1: 16 ، 4، 10؛ 7: 6). (3) وأما عن محبة أهل البيت، فيفيض فيها النشيد. فالعروس في بيت الحبيب ( نش 2: 6 )، بل في حجاله (نش1: 4)، ومعه على سريره (نش1: 16)، في حضنهِ (نش2: 6).

تدريبات المحبة: لنا في نازفة الدم ( مر 5: 25 -34)) أسلوب الفخاري ليرتقي بالنفس، من تمتعها بمحبته كالمُحسن والعاطف عليها، حتى يُمتعها بمحبته كواحدة من أهل بيته. فنازفة الدم حصلت على ما تحتاجه: شفاءها. وأحسَّت، بمحبة العاطف عليها، ومضت. وبعد هذا، نراه له المجد، (أ) يُشعرها بأهميتها؛ وغلاوتها عليه، إذ «يَنظُرُ حَولَهُ» ( مر 5: 32 )، باحثًا عنها، مُهتمًا بها. (ب) ثم يمد يده، ليرفعها لمستوى عائلته، مُلقِّبُا إيَّاها «يَا ابنَةُ». (ج) وبعدها يؤكد لها أهمية ما لديها؛ إيمانها، «إِيمَانُكِ قَد شَفَاكِ»، ناسبًا شفاءها لإيمانها هي. (د) وبعدها يعلن لها، أن لديه المزيد، ليعطيها. فأعطاها السلام «اذهَبِي بِسَلاَمٍ». فانصـرفت نازفة الدم، وهي تفكر في محبة، وجمال، ومجد، صاحب الإحسان. شاعرة بقُربها الشديد من قلبه؛ مُتمتعة بمحبته كواحدة من أهل بيته. أتخيَّلها راغبة أن تُمسكه ولا تُرخيه ( نش 3: 4 ).

أشرف يوسف



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6