هل كل المؤمنين بالرب يسوع المسيح مدعوون للخدمة؟ نعم بكل تأكيد هم مدعوون لهذا، ولكن ليس الجميع لهم طريق واحد في الخدمة، كما أن أي وَسَط يضعهم فيه الرب لا يمكن أن يكون عائقًا للخدمة، لأن الخدمة المسيحية الحقيقية هي ببساطة إظهار صورة الرب يسوع المسيح، ولا يستطيع أعظم المُعلّمين الموهوبين أن يفعل أكثر من ذلك، كما أن أضعف واحد من المؤمنين مدعو لتحقيق هذا. وسواء كانت قرعتنا في قصـر أو كوخ، في مصنع أو حقل، فإنه من امتيازنا أن نخدم الرب يسوع المسيح في أي وَسَط من هذه الأوساط أو غيرها. ونُضيف أن المؤمن إذا كان مُتمتعًا بالمقام الذي وهبَهُ إيَّاه الله، فإن رائحة المسيح الذكية ستفيح على جانبي طريقه. ولا توجد خدمة أعظم من هذه. ولا يوجد أي شيء يُماثل هذه الخدمة المباركة.‬

‫ هل أنت تتألم في وسط أتون التجارب؟ إنها فرصة لإظهار كفاية تلك النعمة التي تستطيع أن تحفظ نفسك في هدوء وثقة رغم الآلام. هل أنت مسافر مُنهَك تتابع طريقك وسط مشقات الحياة؟ إذا كنت محتفظًا بالشـركة مع الرب، فإنك تستطيع أن تربح نفوسًا كثيرة للمسيح بواسطة شهادتك، لأن الحياة الهادئة المُطمئنة من أعظم العظات التي يمكن لأي شخص أن يُلقيها. هل أنت أب؟ ليكن أسلوبك في الحياة يعكس العلاقة التي أحضـرك المسيح إليها، وليكن سلوكك نحو أطفالك مثالاً أمينًا للطريقة التي يُعاملك بها الآب السماوي. هل أنت ابن؟ لتكن محبتك وطاعتك لوالديك إظهارًا لِما يجب أن يُميّزك كأحد أولاد الله. هل أنت خادم؟ إظهِر في كل نواحي خدمتك للسَيِّد الأرضي أن هناك بواعث سماوية تحكُمك، وأنك تريد أن تخدم وتُسـرّ الرب يسوع في كل ما تفعل. والخادم الذي يُرضي الرب بهذه الصورة سوف يخدم سَيِّده الأرضي دائمًا بإخلاص وأمانة. هل أنت سَيِّد؟ عليك أن تُعامل خدامك باللطف والنعمة اللذين أظهرهما المسيح نحوك، كذلك إظهر لهم في معاملتك الشعور الرقيق الذي أظهره المسيح لك كسَيِّدك.‬

‫ إنه يوجد - لكل مؤمن يريد أن يتبع الرب بعين بسيطة وقلب موَّحَد - طريق للبركة والشركة الدائمة بعيدًا عن ضوضاء وصراع هذا العالم. في هذا الطريق تستطيع النفس أن تتغذى بالمسيح خبز الحياة، وتستطيع أيضًا أن تتمتع - من الآن - بأفراح ومسـرَّات بيت الآب الذي سنكون فيه قريبًا جدًا.‬

‫ توم وستوود ‬