أمانة الله غير المتغيرة هي أعلى من أيّ فَهمٍ محدود. كل ما يتعلَّق بالله هو عظيم، وواسع، وليس له نظير. إنه لا ينسى، أو يخذل، أو يخون، أو يتخلى عن كلمته أبدًا. لقد أتمَّ الله بالضبط كل إعلان عن وعد أو نبوة، وسيتحقق كل ارتباط في عهد أو وعد، لأنه مكتوب: «ليْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟» ( عد 23: 19 ). لهذا يهتف المؤمن: «لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ» ( مرا 3: 22 ، 23).

وتذخر كلمة الله بالأمثلة عن أمانة الله. منذ أكثر من أربعة آلاف عام قال: «مُدَّةَ كُلِّ أَيَّامِ الأَرْضِ: زَرْعٌ وَحَصَادٌ، وَبَرْدٌ وَحَرٌّ، وَصَيْفٌ وَشِتَاءٌ، وَنَهَارٌ وَلَيْلٌ، لاَ تَزَالُ» ( تك 8: 22 ). وكل سنة تأتي، تُقدِّم شهادة جديدة عن تتميم الله لهذا الوعد. وفي سفر التكوين 15 نجد أن يهوه أعلَّن لإبراهيم: «اعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ. فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ ... وَفِي الْجِيلِ الرَّابِعِ يَرْجِعُونَ إِلَى هَهُنَا» ( تك 15: 13 -16). مرت القرون، وتأوهت ذرية إبراهيم وسط قمائن الطوب في مصر. فهل نسى الله وعده؟ لا، أبدًا. اقرأ خروج 12: 41 «وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ، أَنَّ جَمِيعَ أَجْنَادِ الرَّبِّ خَرَجَتْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ» ( خر 12: 41 ). وأعلن الرب من خلال النبي إشعياء «هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» ( إش 7: 14 ). ومرت قرون أخرى، «وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ» ( غل 4: 4 ).

الله أمين. كلمة وعده أكيدة. الله أمين في كل تعاملاته مع شعبه. يُمكنك أن تتكل عليه باطمئنان. لم يوجد أحد اتكل عليه هباءً.

آرثر بنك