القديسون هم أولاد الطاعة ( 1بط 1: 12 )، وبداية عمل الآب فى قلوبنا، هو تقديس (فرز وتخصيص) الروح للطاعة ( 1بط 1: 2 ). أي تجهيزنا لطاعة يسوع المسيح؛ طاعة من نوعية طاعته له المجد. والإيمان والطاعة مترادفان في دستور الله «فَلَكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تُؤْمِنُونَ الْكَرَامَةُ، وَأَمَّا لِلَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ (الذين لا يؤمنون)، فَالْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ، هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ» ( 1بط 2: 7 ). هنا نرى الإيمان هو الطاعة. أما في عبرانيين 3: 18، 19 فنقرأ: «وَلِمَنْ أَقْسَمَ: لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ، إِلاَّ لِلَّذِينَ لَمْ يُطِيعُوا؟ فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ (لعدم الطاعة)». فالطاعة هى الإيمان.

والكتاب المقدس ليس دستور حياتنا فحسب، لكنه رسالة شخصية يومية لي ولك. مُوَّجهة من الله شخصيًا، لقلوبنا، لتُعلّمنا حياة الشـركة مع الآب والابن. وهي ميراثنا السماوي، المُوَقَّع والمختوم بختم الآب لنا، والمُرسَل إلينا بالروح القدس. والمسؤولية الإنسانية هي في الالتزام بالشركة اليومية، والانكسار أمام المكتوب. أفلا نفتح الوصية الإلهية لنأخذ من الغنى الذي تركة الآب السماوي لنا!!

ونفاد الخمر في عرس قانا الجليل؛ صورة لنفاد أفراحنا. والستة الأجران الفارغة من الماء الموجودة هناك؛ صورة لقلوب فارغة من كلمة الله. كان أمر السيد الأول: «امْلأَوا الأَجْرَانَ مَاءً». صدر هذا الأمر عقب إعلان المُطوَّبة مريم عن إيمانها، إذ قالت: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ» ( يو 2: 5 ). وإيمانها هذا، قادها لطريق الطاعة. فإذا بها تقول للخدام؛ كمسؤولة في العُرس: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ». وما أمجدها طاعة الخدام الفورية الكاملة، الذين ملأوا الأجران ماء! وبعدها أتى الأمر المبارك: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ» (ع8). فالقلوب الملآنة بماء الكلمة، بإيمان وطاعة، حتمًا ستُغمر بالفرح الإلهي المجيد، وتفيض.

أشرف يوسف