النعمة والسلام مع الرب
التكوينِ 48 : 15 - :
«اللهُ الذِي رَعَانِي مُنذ وُجُودي إِلَى هَذا اليَومِ»
ونحن نقرأ سفر التكوين، يلّذ لنا أن نقف - في تأمُّلنا - أمام مشهدين مختلفين، فيهما تحدَّث يعقوب أبو الأسباط عن الماضي. كِلا المشهَدين كانا في أرض مصر، مشهدان يفصل بينهما سبعة عشـر سنة: الأول كان أمام فرعون ملك مصـر، والثاني كان في آواخر أيامه؛ وهو يبارك ابني يوسف. دعونا نتأمل فيما قاله يعقوب عن ماضي في المشهدين المختلفين. أولاً: يعقوب أمام فرعون ملك مصـر: سأل فرعون يعقوب عن سني حياته، فأجاب يعقوب قائلاً: «أَيامُ سِني غربَتي مِئةٌ وثلاثونَ سنةً. قليلةً ورَديَّةً كانت أَيَّامُ سِني حيَاتي» ( تك 47: 9 ). لقد اعتبر يعقوب سني حياته قليلة بالمقابلة مع سني حياة أبيه إسحاق الذي عاش 180 سنة؛ أو بالمقابلة بسني حياة جده إبراهيم الذي عاش 175 سنة. لكن لماذا قال عن الـ 130 سنة إنها رَديَّةً؟! لأنه نظر إليها من واقع كيف عاشها هو، وكيف تصـرَّف خلالها. ولأن حياته تخلَّلها الكثير من الخداع والمكر، وشابَها الكثير من الكذب والمراوغة؛ فقال إنها رَدِيَّةً. لم ينسَ يعقوب أبدًا ما فعله مع أبيه إسحاق؛ وكيف خدعَهُ بجلد الماعز ليأخذ البركة (تك27)، ولم تَغب عنه السنوات العجاف التي عاشها عند خاله لابان التي مرَّت بلا بركة ولا قوة. ثانيًا: يعقوب يبارك ابني يوسف: بينما كان يعقوب يُبارك ابني يوسف – أفرايم ومنسى – قال عن ماضيه: «اللهُ الذي سَارَ أَمامَهُ أَبوَايَ إِبراهيمُ وإِسحَاقُ، اللهُ الذي رعَانِي مُنذُ وجُودي إِلى هذا اليومِ، الملاَكُ الذي خلَّصَني مِن كُلِّ شَرٍّ» ( تك 48: 15 ، 16). هنا نظر يعقوب لماضيه نظرة مختلفة، من واقع معاملات الله معه، ومن مُنطلَق عناية الرب به. والواقع أنه على رغم عدم أمانة يعقوب، كان الله أمينًا بلا حدود، وكل التقصير والضعف في يعقوب قابلَهُ الصبر والصلاح من الله المُحسِن الجوَّاد. عزيزي .. ليتنا نكف عن النظر لماضينا من حيث سقطاتنا وضعفاتنا، بل بالأحرى يا حبذا لو تأملنا ماضينا من حيث كم المراحم الإلهية التي لا تُحصـَى، والإحسانات التي لا تُعدّ. نظر داود لماضيه هذه النظرة الإيجابية فقال: «باركِي يا نفسـي الرَّبَّ، ولا تنسـَي كلَّ حسَناتهِ. الذي يَغفرُ جميعَ ذنوبِكِ. الذي يشفي كلَّ أَمرَاضِكِ. الذي يفدي مِنَ الحُفرَةِ حياتكِ. الذي يُكلِّلُكِ بالرَّحمَةِ والرَّأفةِ. الذي يُشبِعُ بالخير عُمرَكِ، فيتجَدَّدُ مِثل النسرِ شبَابُكِ» ( مز 103: 2 -5). عادل حبيب
3834
أيوب 1 : 9 - : | أَيُّوبُ وبِرَّهُ
02-02-2023
3833
إنجيل مرقس 10 : 52 - : | الأعمى الذي انتصر
01-02-2023
3832
التثنية 31 : 6 - : | الوعد المنسي
31-01-2023
3831
الملوك الثاني 2 : 9 - : | رداءإيليا أم رب إيليا؟
30-01-2023
3830
إنجيل مرقس 7 : 33 - 7 : 34 | هو يشعر بك
29-01-2023
3829
الرسالة إلى العبرانيين 12 : 11 - : | المؤمن وتأديب الرب
28-01-2023
3828
المزامير 10 : 5 - : | النضارة الدائمة
27-01-2023
3827
إشعياء 9 : 6 - : | اسم الرب
26-01-2023
3826
إنجيل متى 1 : 23 - : | الميلاد العذراوي
25-01-2023
3825
اللاويين 11 : 3 - : | احفظ نفسَكَ طاهِرًا
24-01-2023
يوحنا 14 : 6