لا شك أننا سائحون غرباء في طريقنا نحو السماء، لكن رحلتنا هي عبر وادي الدموع، وسط ظروف معاكسة، لهذا نتعرَّض للفشل والكَلَل والخوار. ويمكن أن نُلخص الأسباب التي تدعو إلى الفشل فيما يلي: (1) الإناء الخزفي الهش والضعيف (الجسد الترابي) الذي يتعرَّض لكل عوامل الفناء. (2) الحروب نتيجة هياج الشيطان، وعداوة العالم، وفساد الجسد الذي لا يتغير. (3) الضغوط الاقتصادية الطاحنة. (4) المشاكل والصـراعات الأُسرية والاحتياجات النفسية على المدى الطويل. (5) الأسباب الروحية مثل: السقوط المُتكرِّر، كثرة التجارب والأحزان، انتظار الرب وصمت السماء، الاستجابات المُحبِطة، قلة الثمار في الخدمة، الافتقار إلى القدوة، نقص العمل الرَعوي، قلة الطعام في الاجتماعات، تراجع الكثيرين إلى الوراء.

كل هذا يمكن أن يقود إلى الفشل خاصةً إذا غاب الرب عن عيوننا وما عُدنا نراه. لكن النعمة قد أعدَّت لنا كل المعونات في الرحلة لكي «لا نفشل»:

(1) الآب السماوي المُحب والقدير والحكيم الذي يعتني بنا، ويعلَم كل ما نحتاج إليه. إنه يتحكَّم تحكُّمًا سياديًا في كل الأحداث والأشخاص، ويجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبونه. والذي لم يُشفق على ابنه ... كيف لا يَهَبنا أيضًا معه كل شيء؟!

(2) شخص المسيح في المجد كالكاهن العظيم الذي يرثي لضعفاتنا ويُعين المُجرَّبين، وكالراعي الذي يحفظ ويُطعم ويعالج وَيرُّد النفس، وكالشفيع الذي يضمن مركزنا ويمثلنا أمام الآب.

(3) الروح القدس الذي يقود ويُعين ويشجع ويعزي ويذكِّر ويحذِّر ويُبكت ويشفع بأنات لا يُنطَق بها، ويأخذ ممَّا للمسيح ويُخبرنا.

(4) عرش النعمة حيث نقترب بثقة في أي وقت لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونًا في حينه ( عب 4: 16 ).

(5) كلمة الله المليئة بالمواعيد، وهي السـراج المُنير في موضع مُظلم.

(6) التأمل في المسيح وما احتمله من الخطاة، لكيلا نكِّل أو نخور في نفوسنا ( عب 3: 12 ).

(7) الرجاء الحي: «فتأَنَّوا أَيُّها الإخوَةُ إلى مَجيءِ الرَّبِّ ... فتأنَّوا أَنتم وثبِّتوا قُلوبكُم، لأَنَّ مجيءَ الرَّبِّ قد اقتربَ» ( يع 7: 5 ).

محب نصيف