Thu | 2011.Jan.13

حصاد ما تزرعه

إنجيل مرقس 4 : 1 - 4 : 12


البذور الضائعة
١ وَابْتَدَأَ أَيْضًا يُعَلِّمُ عِنْدَ الْبَحْرِ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمْعٌ كَثِيرٌ حَتَّى إِنَّهُ دَخَلَ السَّفِينَةَ وَجَلَسَ عَلَى الْبَحْرِ، وَالْجَمْعُ كُلُّهُ كَانَ عِنْدَ الْبَحْرِ عَلَى الأَرْضِ.
٢ فَكَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَثِيرًا بِأَمْثَال. وَقَالَ لَهُمْ فِي تَعْلِيمِهِ:
٣ «اسْمَعُوا! هُوَذَا الزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ،
٤ وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَجَاءَتْ طُيُورُ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ.
٥ وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى مَكَانٍ مُحْجِرٍ، حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ حَالاً إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ.
٦ وَلكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ احْتَرَقَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ.
٧ وَسَقَطَ آخَرُ فِي الشَّوْكِ، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ فَلَمْ يُعْطِ ثَمَرًا.
٨ وَسَقَطَ آخَرُ فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ، فَأَعْطَى ثَمَرًا يَصْعَدُ وَيَنْمُو، فَأَتَى وَاحِدٌ بِثَلاَثِينَ وَآخَرُ بِسِتِّينَ وَآخَرُ بِمِئَةٍ».
٩ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:«مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ»
ليس الجميع سيفهمون
١٠ وَلَمَّا كَانَ وَحْدَهُ سَأَلَهُ الَّذِينَ حَوْلَهُ مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ عَنِ الْمَثَلِ،
١١ فَقَالَ لَهُمْ:«قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا سِرَّ مَلَكُوتِ اللهِ. وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ فَبِالأَمْثَالِ يَكُونُ لَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ،
١٢ لِكَيْ يُبْصِرُوا مُبْصِرِينَ وَلاَ يَنْظُرُوا، وَيَسْمَعُوا سَامِعِينَ وَلاَ يَفْهَمُوا، لِئَلاَّ يَرْجِعُوا فَتُغْفَرَ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ».

البذور الضائعة (مر4: 1-9)
علَّم يسوع الناس من خلال الأمثال والقصص التي فسرت الحق الروحي. كان دائماً يختار الموضوعات التي يستطيع الناس أن يتعرفوا عليها، ويستخدم الزراعة في هذه الحالة. لقد تكلم بلغتهم. في ذلك اليوم، الفلاحون سيبذرون البذور باليد من حقيبة كبيرة معلقة بحبل عبر أكتافهم وهم يسيرون في الحقل. بطريقة لا يمكن تجنبها، بطريقة نشر البذور هذه، فإن الكثير من البذور كانت تهبط بين الصخور والشوك أو على الطريق. كان الفلاح يأمل أن تنزل بذور كافية وتنمو في التربة الخصبة، بالرغم من ذلك كان كثير من البذور تُهدر (تضيع) تماماً.
من السهل ألا نتشجع عندما نشارك الآخرين بالإنجيل أو نخدم بإخلاص ونرى ثماراً قليلة. نستطيع أن نصلي ونقضي وقتاً طويلا في الكرازة لكننا نرى تغييراً قليلاً في قلوب السامعين. يبدو أن "وقتنا ومجهودنا" قد ضاعا سدى. دائماً يخرج الفلاح وهو يعرف أنه لن يكون هناك نتائج مثمرة وأن بعضاً من البذور سيسقط على جانب الطريق أو في التربة الرديئة. لكن كما هو مذكور في رسالة كورنثوس الأولى والإصحاح الثالث، ليست مسئوليتنا هي عمل التغيير أو النمو. إنه عمل الروح القدس. وظيفتنا هي أن نستمر في أن نكون مخلصين في أن نبذر البذور، وأيضاً الصلاة من أجل أن يأتي بعض منها على التربة الجيدة.

ليس الجميع سيفهمون (مر 4: 10-12)
بالرغم من أن يسوع كان يتكلم بلغة اليوم للناس، اقتبس من(إش8: 16)حينما قال إن الأمثال ستكشف مقاومة قلوب البشر القاسية لله. لكي نفهم رسالة يسوع، هناك احتياج إلى أن نسمع ونفهم بحرص. السامع الرافض واللطيف لن يفهم هذا. ربما يكون هناك أشياء يريد الله أن يتكلم معنا فيها، لكن قلوبنا قاسية تجاهه. ربما توجد "قصص" يريد الرب أن يتكلم إليك فيها، لكن عيونك وأذانك تحتاج إلى "إدراك" و"فهم".

التطبيق

عملنا في خدمة الله ليس هو تغيير الناس ـ هذا هو عمل الرب. إن مسؤوليتنا هي أن نزرع البذور ونسقيها (نرويها). هل نحن مخلصون في مهمتنا؟ إننا مدعوون أن نفكر بتمعنِ؛ حتى نجعل الوقت في جدولنا المشغول وحياتنا السريعة ثابتاً أمام الواحد القدوس وأن نلتمس وجهه.

الصلاة

أيها الآب السماوي، أشكرك من أجل مشاركتك معي في تتميم عمل ملكوتك. أينما أذهب، ساعدني حتى أكون ناثراًً للبذور ـ من خلال سلوك حياتي، واتجاه ودوافع قلبي وأعكس صورة يسوع في تصرفاتي اليومية أمام الآخرين. أرجو أن تُنثر البذور؛ وأرجو أن الكثير من هذه البذور ينزل على الأرض الجيدة حتى تتمجد أنت يا رب. في اسمك أصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6