Sun | 2012.Oct.21

نأخذ ميراثنا بالإيمان

العدد 32 : 1 - 32 : 15


عدم الإيمان
١ وَأَمَّا بَنُو رَأُوبَيْنَ وَبَنُو جَادَ فَكَانَ لَهُمْ مَوَاشٍ كَثِيرَةٌ وَافِرَةٌ جِدًّا. فَلَمَّا رَأَوْا أَرْضَ يَعْزِيرَ وَأَرْضَ جِلْعَادَ، وَإِذَا الْمَكَانُ مَكَانُ مَوَاشٍ،
٢ أَتَى بَنُو جَادَ وَبَنُو رَأُوبَيْنَ وَكَلَّمُوا مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَرُؤَسَاءِ الْجَمَاعَةِ قَائِلِينَ:
٣ «عَطَارُوتُ وَدِيبُونُ وَيَعْزِيرُ وَنِمْرَةُ وَحَشْبُونُ وَأَلِعَالَةُ وَشَبَامُ وَنَبُو وَبَعُونُ،
٤ الأَرْضُ الَّتِي ضَرَبَهَا الرَّبُّ قُدَّامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، هِيَ أَرْضُ مَوَاشٍ، وَلِعَبِيدِكَ مَوَاشٍ».
٥ ثُمَّ قَالُوا: «إِنْ وَجَدْنَا نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَلْتُعْطَ هذِهِ الأَرْضُ لِعَبِيدِكَ مُلْكًا، وَلاَ تُعَبِّرْنَا الأُرْدُنَّ».
٦ فَقَالَ مُوسَى لِبَنِي جَادٍ وَبَنِي رَأُوبَيْنَ: «هَلْ يَنْطَلِقُ إِخْوَتُكُمْ إِلَى الْحَرْبِ، وَأَنْتُمْ تَقْعُدُونَ ههُنَا؟
٧ فَلِمَاذَا تَصُدُّونَ قُلُوبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنِ الْعُبُورِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَاهُمُ الرَّبُّ؟
٨ هكَذَا فَعَلَ آبَاؤُكُمْ حِينَ أَرْسَلْتُهُمْ مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ لِيَنْظُرُوا الأَرْضَ.
٩ صَعِدُوا إِلَى وَادِي أَشْكُولَ وَنَظَرُوا الأَرْضَ وَصَدُّوا قُلُوبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْ دُخُولِ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَاهُمُ الرَّبُّ.
نتيجة الإيمان
١٠ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَأَقْسَمَ قَائِلاً:
١١ لَنْ يَرَى النَّاسُ الَّذِينَ صَعِدُوا مِنْ مِصْرَ، مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا، الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَتَّبِعُونِي تَمَامًا،
١٢ مَا عَدَا كَالِبَ بْنَ يَفُنَّةَ الْقِنِزِّيَّ وَيَشُوعَ بْنَ نُونَ، لأَنَّهُمَا اتَّبَعَا الرَّبَّ تَمَامًا.
١٣ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَأَتَاهَهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، حَتَّى فَنِيَ كُلُّ الْجِيلِ الَّذِي فَعَلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.
١٤ فَهُوَذَا أَنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ عِوَضًا عَنْ آبَائِكُمْ، تَرْبِيَةَ أُنَاسٍ خُطَاةٍ، لِكَيْ تَزِيدُوا أَيْضًا حُمُوَّ غَضَبِ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ.
١٥ إِذَا ارْتَدَدْتُمْ مِنْ وَرَائِهِ، يَعُودُ يَتْرُكُهُ أَيْضًا فِي الْبَرِّيَّةِ، فَتُهْلِكُونَ كُلَّ هذَا الشَّعْبِ».

عدم الإيمان (32 : 1 - 9)
نلاحظ سبط رأوبين وجاد اشتهوا(1يو2: 6)، وأرادوا وتمسكوا بأرض يعزير التي تُعني[مُعين]، وأرض جلعاد وَتُعني[القاسي أو الخشن] وهي تشمل منطقة شرق الأردن(تث34: 1؛ يش22: 9)، وهي أرض صالحة للرعي(نش4: 1، 6: 1)، وأيضاً لا يعبرا الأردن مع بقية الشعب. مع أن الرب وعدهم بنصيب مِنْ أرض الموعد، ولكنهم لم يرغبوا أن يتركوا اختيار نصيبهم في يد الرب. وهذا الشيء جلب على نسلهم تعباً مستمراً، لأن هذه الأرض كانت بلا حدود وتعرضت لهجوم الأعداء لولا تدخل باقي الأسباط في إنقاذهم(1صم11؛ 1مل22: 3). أحيانا فالإنسان قد يشتهي لنفسه أمورًا قد تضره وتحرمه من بركات روحيّة وزمنيّة في نفس الوقت.

نتيجة الإيمان (32 : 10 - 15)
كان موسى غير راضٍ عما فعله سبط رأوبين وجاد لهذا المشروع بشدة لأن أرض الموعد تتطلب الإيمان بوعد الله لإبراهيم، وأيضاً أن الشعب كله أولاً يغزوا أرض كنعان، والاختيار مِنْ الرب وليس من الشعب، لأن تُقسم بالقرعة كما أمر الرب. وهذا الأمر يتطلب حياة الإيمان، لذلك نرى اهتمام موسى بالشعب، وخاصة في مرونتهِ وحوارهِ مِنْ أجل تشجيعهم على حياة الإيمان، لكي لا يتسببوا في فشل الشعب كما فعل هنا هي الجواسيس تماماً، وقد أدى قبلاً عدم إيمان الشعب إلى إبادة كل البالغين في البرية. وهنا نرى الفرق بين سبط رأوبين وجاد لأجل شهوتهم الزمنية، وبين كالب بن يفنة ويشوع بن نون والاهتمام بميراث المرتبط بمواعيد الله.

التطبيق

أولوياتنا تُحدد نوعية محبتنا وإيماننا. هل نحن نختار لأنفسنا كما فعل لوط(13: 11)، أم كإبراهيم الذي تمسك بإيمان بوعد الرب؟! كم مِنْ قرار بدون سبب لنا متاعب وخسارة روحية ومادية!

الصلاة

يا أبانا السماوي، أشكرك، لأنك أمين في مواعيدك. أنت قلت الأمين في القليل أمين في الكثير، وأنت قلت أنك تُكرم الذين يُكرمونك. يارب، أنا أُريد أن أكون مِنْ هذه النوعية. في اسم المسيح أُصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6