الكرازة


الكرازة

 

بعدما صنع الله كل الأشياء التي في هذا الكون، أعطى الإنسان مهام هامة: "وباركهم الله وقال لهم أثمروا واكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض" (تك 1 :28).

هذه المهمة هي أمر من سلطة سامية ممنوح لكل البشر بغض النظر عن كونهم رجالاً أو نساءً، مؤمنين أو غير مؤمنين. كل الذين يؤمنون بالله الخالق يجب أن يتبعوا هذه التعليمات بمنتهى الحرص.

بعدما أكمل يسوع مهمته الفدائية على الصليب وقام من الموت، أعطى تلاميذه مهمة هامة "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (مت 28 :19،20). "لكنكم ستناولن قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض". (أع 1 :8). أُعطيت هذه المهمة لأولئك الذين يؤمنون بيسوع فقط. لذلك كل من يؤمن بالمسيح كرب يجب أن يطيع هذه الوصية.

 

1 - التثقل الداخلي نحو العالم

يجب أن يكون لديك أولاً اتجاه داخلي كتابي نحو العالم إذا أردت أن تقدم الإنجيل بوضوح للعالم.

 

·       تكون في وضع مضاد لمصارعة العالم.

·       تكون في وضع متشفع للمصالحة

·       تكون في وضع مصلح كفاتح لهذه الأرض

 

بناء على هذه الأوضاع، نرى أن أفضل وأصلح وضع يجب أن يتخذه المؤمنون هو وضع الإصلاح. فالمسيحيون هم الأشخاص الذين تمت دعوتهم للخروج من العالم أولاً. وتمت دعوتهم للكنيسة. وفي نفس الوقت، المسيحيون هم الأشخاص الذين يأتون من الكنائس ويذهبون إلى العالم. "ليس الموضع الذي يسكنه الله هو المبنى المنعزل عن العالم، بل إنه يسكن بين الأفراد الذين تم إرسالهم إلى العالم" توماس ج.

 

2 - اتجاه قلب المؤمن نحو الأمور العالمية

لا يحد الله اهتمامه في أنشطتنا الكنسية فقط. بل كما يهتم الله بكيفية صلاتنا وقراءتنا للكتاب المقدس وتسبيحنا، فهو مهتم أيضاً بأعمال النقاشة في منازلنا أو بما يعلمه المدرس بالمدرسة. الله لا يفرق بين الأمور العالمية والأمور الدينية، لأن كل شيء خاضع لسلطان الله. وكما دعانا الله ونحن في حياتنا الأرضية، يجب أن ندرك أنه علينا أن نأتي إليه ومعنا كل أنشطتنا من منطلق من أنها تمثل فرصاً تساعد على خدمة البشر عن طريق تسبيحنا لله.

يجب أن نشرح ذلك لأنفسنا بقولنا "إني أقوم بأعمالي الرعوية عن طريق أعمال النجارة" بدلاً من قولنا "أنا لست نجاراً بل راعياً".


 

( أ ) اقرأ (تك 3 :17،18). ما هي العواقب التي ظهرت نتيجة خطايا آدم؟

 

 

 

 

 

ليس العمل هو النتيجة الطبيعية للخطايا. فالعمل ينتمي لمبدأ الخلق لكن نتيجة لخطايا آدم صار العمل المقدس الذي منحنا الله إياه وارثاً لتلك الآلام.

 

(ب) ما هو الاتجاه الداخلي الذي يجب أن يكون لدى المسيحيين المفديين عند نظرتهم للعالم؟

(كو 3 :23).

 

 

 

 

 

صار المؤمنون الخليقة الجديدة في المسيح، وطبقاً لذلك يجب أن تتغير نظرتهم للعالم بالتبعية. المؤمنون الذين يعظون بالإنجيل يجب أن يفهموا حقاً المجتمعات التي يعيشون فيها وأن يشاركوا بإيجابية في العمل لصالح هذه المجتمعات. مثل هؤلاء يمكنهم تقديم الإنجيل للمجتمع بصورة صحيحة.

 

التبشير

يجب أن يقدم المسيحيون غنى الحياة الروحية في المسيح إلى الآخرين كي يمكنهم التمتع بهذه الحياة أيضاً. أولاً يجب أن نظهر لهم حياتنا كي نضيف مصداقية لما نقول.

نحن بحاجة لأن نتعلم الطريقة الأساسية لتنفيذ هذه الإرسالية كي نقدم هذه الرسائل بأكثر كفاءة. إذا تدربنا ونلنا خبرة هذا العمل، سنكون جميعنا أدوات صالحة مهيأة جيداً في يد الله.

1 - الاتجاه الأساسي للمناداة بالإنجيل

الشهود ملزمون بسرد أمام المحكمة كل ما يعرفونه عن أحداث معينة. وشهود المسيح يجب ان يخبروا الآخرين ما يعرفونه عن يسوع المسيح وكيف ستكون حياة الاعتماد على شخصه.

( أ ) ما الذي فعله أندراوس بعدما قابل يسوع مباشرة؟ (يو 1 :40-42)

 

 

 

 

 

(ب) ما الذي أخبر به بولس الآخرين؟ (أع 22 :15)

 

 

 

 

 

 


 

 

(ج) ما الذي قال بولس أنه لا يخجل منه ولماذا؟ (رو 1 :16)

 

 

 

 

 

 

 

2 - مهمة طوال الحياة

( أ ) إننا الآن نحيا في جيل العصيان والتشويش، لذا أي نوع حياة يجب أن نحياها كأولاد لله؟ (في 2 :15).

 

 

 

 

 

كيف يجب أن نظهر أمام العالم؟

 

(ب) في متى 5 :16 ما الذي يراه البشر كي يجدوا حياة النور التي للمؤمن؟ وما هي النتيجة؟

 

 

 

 

 

أنت تكتب أناجيل كل يوم بسلوكك وكلماتك. ويقرأ الناس أناجيلك التي تكتبها، سواء كانت حقيقة أم زائفة. أي نوع من الأناجيل تعظ؟

 

3 - تحقيق المهمة عن طريق الحديث

( أ ) كان الأعمى الذي شفاه يسوع رجلاً بلا خلفية لاهوتية على الإطلاق. لكنه شهد بطريقة في منتهى البساطة والتأثير. ما هي الحقائق التي قالها؟ (يو 9 :25).

 

 

 

 

 

(ب) اقرأ بطرس 3 :15

1. ما الذي يجب أن نفعله قبل أن نشهد عن المسيح للآخرين؟

 

 

 

 

 

2. ما هو الرجاء الذي بداخلنا؟

 

 


 

 

3. ما الذي يحفز الآخرين كي يهتموا بذلك الرجاء الذي فينا؟

 

 

 

 

 

4. ما هو اتجاهنا الصحيح عندما نعظ بالإنجيل؟

 

 

 

 

 

4 - استراتيجية الكرازة

أتى يسوع إلى العالم ليجد ويخلص ما قد هلك. وطالما هو ساكن بداخلنا يمكننا أن نصلي له طلبا للشجاعة الكافية كي نشهد له. عندما تكون مع شخص آخر، بغض النظر عن قصر الوقت الذي ستقضيه معه، يجب أن تتذكر أنك معه كي تجعله يعرف الأخبار السارة عن غفران الله. يجب أن نحاول المناداة بالإنجيل للآخرين وأن نقودهم إلى تسليم حياتهم ليسوع المسيح. يجب ألاَّ تصاب بالإحباط عندما لا يقبل من تحادثه المسيح كرب له، لأن هذا هو عمل الله سواء تقبل الخلاص أم لا. إن مسئوليتنا منحصرة في المناداة بالإنجيل لهم بمحبة واهتمام.

 

ويمكننا وضع خطة تحركنا وفقاً للظروف المحيطة:

( أ ) يمكننا توزيع النبذ الكرازية عندما يكون هناك أشخاص كثيرون ومن الصعب جداً تدبير الوقت الكافي لكل فرد.

(ب) إذا تكلمت معهم لمدة عشرين أو ثلاثين دقيقة، يمكنك التحدث معهم عن التعاليم الأساسية أو أمثلة الإيمان.

(ج) إذا أمكنك مقابلتهم بانتظام، عندئذٍ يمكنك تقديم دراسة للكتاب المقدس. على الرغم من إمكانية اختلاف الاستراتيجيات، لكن محتوى البشارة يجب أن يكون واحداً.

 

( أ ) ما هو موضوع البشارة التي وعظ بها بولس؟ (1كو 1 :23-24).

 

 

 

 

 

(ب) لماذا من المهم جداً تقديم يسوع لغير المؤمنين؟ (يو 14 :6، أع 4 :12).

 

 

 

 

 

ليس القصد من الإرسالية تقديم خطة أو نظرية، بل تقديم شخص يسوع المسيح.


 

4 - من الأفضل المشاركة بالاختبارات مع الآخرين وفقاً للظروف. اقرأ (أع 26 :1-29) ورتب محتوى هذه الشهادة. رتب شهادتك أنت الشخصية.

*    أفكارك وحياتك قبل قبولك المسيح.

*    فرصة قبولك للمسيح.

*    التغيرات التي ظهرت بعد قبولك للمسيح.

 

5 - الكرازة كأسلوب حياة

( أ ) إذا كنت ترغب في أن تكون لك كرازة ناجحة، يجب أن تفعل ذلك بقوة الروح القدس وأن تترك النتائج لله. (2تي 4 :2، كو 1 :28).

(ب) يجب أن تكون حريصاً على ثلاثة أمور في كرازتك:

-  أن تكون مستعداً في كل وقت كي يستطيع الله أن يستخدمك حينما يريد.

-  أن تراعي فرص لقاء أولئك الذين سبق الله وأعد لك العدة لتلقاهم.

-  أن تدير دفة الحديث نحو يسوع المسيح.

(ج) يجب أن تصلي لأجل الكرازة. إنها مسئوليتنا أن نصلي لأجل الأشخاص كي تتمكن من قيادتهم ليعرفوا يسوع المسيح. إنه الله الذي يمنح الإيمان في قلوبهم ويغير حياتهم. لذلك، سيتجاوب الله معك عندما تصلي لأجل خلاصهم. ولتحقيق ذلك، يمكنك ذكر أسمائهم في صلاتك إذا رأيت أنهم يحتاجون إلى رعاية خاصة. عندما يتجاوب الله مع صلواتك سجل كيف استجاب لك.

(د ) الاتجاه الإيجابي

يجب ألاَّ تنتظر كي يأتيك الآخرون، بل يجب عليك أن تذهب إليهم والإنجيل بين يديك. قد يبدو اتجاهاً مليئاً بالإيمان أن ننتظر الله كي يقودنا إلى شخص بعينه، لكن في الحقيقة ينتج هذا الاتجاه من جهلنا بإرادة وغرض الله. لقد أمرنا الرب بالفعل أن نذهب وننادي بالإنجيل لكل أمم العالم.

إننا ننادي بالأخبار السارة لأن هذا هو أمر الرب، لكن من المفضل أن تجعل كرازتك جزءاً من حياتك العملية اليومية. قابل الآخرين وقدم لهم الأنباء السارة أن الله جعلك تتقابل معه. رجاء، اظهر لهم المحبة ووجه الحديث ليكون طبيعياً. أحد الأمثلة الجيدة لذلك حديث يسوع مع المرأة السامرية عند البئر (يو 4 :7) وحديث فيلبس مع الخصي الحبشي (أع 8 :30).

(هـ) تحويل دفة الحديث ليدور حول المسيح.

عندما تتحدث عن الكنيسة قدِّم المسيح الذي هو رأس الكنيسة، الكنز في أواني خزفية.

(و ) توقع النتائج

يجب أن تنتظر وترى رد فعل أولئك عندما تقدم الأخبار السارة لهم. لا تعتمد على أساليبك أو قدرتك على الإقناع، بل اعتمد على محبة الله، وقوته ووعده.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6