الزواج المسيحي


الزواج المسيحي  - الحلقة الأولى

 

1.     مفهوم الزواج المسيحي

2.     الزواج المسيحي شروطه وطرقه

3.     الهدف الأسمَّى من الزواج المسيحي

4.     الأسس الكتابية للزواج المسيحي المثالي

  مفهوم الزواج المسيحي

هو رباط روحي وجسدي مقدس يرتبط فيه رجل واحد، وامرأة واحدة، وهذه الرابطة نُعرفها بالزواج، والتي يتساوى فيها كلا من الرجل والمرأة، فيكون كل منهما وذلك بحسب الحق الكتابي:"فَقَالَ آدَمُ:« هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ». لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا»(تك2: 24).  

بالمعنى العام يُعني أنه حسب هذه الآيات عندما يتزوج رجل بامرأة، فأنه يُكملها وهي تكمله، وَيصبح الاثنين كيان واحد وكلمة"وَيَلْتَصِقُ" معناها في العبري كالتصاق لوحين بواسطة مادة الغراء فلا يمكن الفصل بينهما مهما حاولنا هكذا هذه المؤسسة الروحية الإلهية لا يمكن فصلها عن بعض بعضها إلا  الموت، وهذا ما يؤكده كلام الرب يسوع للصدوقين:« إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ»(مت19: 6).

 وأيضاً هذا يعني أن رابطة الزواج يجب أن تدوم بين الرجل والمرأة في محبة الله ومخافته. إذ ينبغي على الرجل أن لا ينظر إلى زوجته بأنها أدنى منه مرتبة، أو أنها عبدة للمتعة الجسدية والخدمة المنزلية، أو هي عبارة عن إناء لولادة الأولاد فقط، بل يجب على الرجل أن ينظر إلى زوجته بأنها جزء لا يتجزأ منه، ويتعامل مع زوجته كما يفعل المسيح مع كنيسته الغالية التي هي جسده:

1.     أن يحب الرجل زوجته كما أحب المسيح الكنيسة

أ‌.      (أف5: 25)« أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا».

l      علاقة المسيح بالكنيسة

l      علاقة الرجل بامرأته

l      أساس هذه العلاقة

l      المحبة

l      التضحية

l      المساواة بين الرجل والمرأة

l       

ب‌.(أف5: 33)«وَأَمَّا أَنْتُمُ الأَفْرَادُ، فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ هكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا».

2.  أن يصونها ويحميها ويحترمها وأن يضحي بنفسه لأجلها كما المسيح للكنيسة« أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا»(أف5: 25).  

3.  أن لا يحتقرها ويقلل من قيمتها بل لابد أن يعرف بأنها جسده تستحق المحبة والتقدير«كَذلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ»(أف5: 29).

4.  أن يرعاها في كل الظروف ولا يتخلىَ عنها مهما كانت الأسباب كما يفعل المسيح مع الكنيسة «لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ»(أف5: 27).  

5.  أن يقدم لها الحب في المواقف التي تحتاج فيه لذلك« فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ»(أف5: 29).

6.     أن يعتبرها هدية من الله الآب مُقدم له« مَنْ يَجِدُ زَوْجَةً يَجِدُ خَيْرًا وَيَنَالُ رِضًى مِنَ الرَّبِّ»(أم18: 22).   

7.  أن يُحسن معاملتها بسلوك معها بطريقة الحكمة «كَذلِكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ، كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الْفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً، كَالْوَارِثَاتِ أَيْضًا مَعَكُمْ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ»(1بط3: 7).  

8.     أن يتذكر دائماً أنها شريكة في الحياة ولا أقل من ذلك ونتذكر التالي:

أ‌.   عندما أراد الرب الإله أن يخلق حواء أخذ ضلعة من أضلاع آدم كدليل على أنها قريبة من قلبه« فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا»(تك2: 21). 

ب‌.لم يخلق الرب الإله حواء من رجل آدم حتى لا يحتقرها ولا يدسوها ويستصغرها بل هي مُعين نظيره أي لا تختلف عنه تماماً«وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ»(تك2: 18).  

ت‌.لم يخلق الرب الإله حواء من رأس آدم حتى لا تتسلط عليه بل يكون هو الرأس وهي الجسد كترتيب إلهي وليس تمييز« لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ»(أف5: 23)   

ث‌.أن الرب عندما خلق الرجل والمرأة لم يميز بينهما في شيء وأعطى كرامة للمرأة كما للرجل وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ»(تك1: 26).

لذلك يجب على الرجل أن يحافظ على شريكة الحياة التي هي جسده ويُحبها كنفسه ويحافظ عليها كما يحافظ على نفسه.

وكذلك الزوجة أن تًحب زوجها وتخضع له كما تخضع للرب تماماًُ ليس في المواقف التي تتعارض مع كلمة الله بل تخضع له كما للرب وأن تحافظ على أسرار بيتها واسم زوجها وأن تتطلع أنها مُعين أي أنها تقف بجوار زوجها في كل الظروف والأحوال وخاصة وقت الرياح الشديدة التي تهز بيتها وأن يكون هذا الرباط المقدس حتى الموت« إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ»(مت19: 6).

وهناك المقولة اليهودية القائلة:"الشخص الذي يعيش بدون زوجة هو شخص يعيش بدون صلاح، وبدون رفيق معين، وبدون فرح، وبدون بركة، وبدون رغبة في الحياة، وبدون الحياة الكاملة وبدون الكفارة". وهذا يتفق مع ( أم 18: 22) مَنْ يَجِدُ زَوْجَةً يَجِدُ خَيْرًا وَيَنَالُ رِضًى مِنَ الرَّبِّ.  فالزوجة تستحق التقدير لأنها عطية من الله وينبغي أن نحافظ عليها كونها صارت أمانة من الله لنا نحن الأزواج فلنحافظ عليها حتى نظهر أمانتا لله صاحب هذه العطية والأمانة.

فالسؤال: هل الزواج عقد أم عهد؟

أولاَ: متى يكون عقداً!

نحن في مجتمع والناس لابد أن تشهد أن فلان وفلانة أصبحا زوج وزوجة قدام الناس فهنا يتوجب أن يكون هناك عقد لأجل الحماية لحقوق الآخر وأيضا نحن نخضع للقوانين الأرضية وهذا يُذكرنا بما فعله يوسف النجار عندما أخذ القديسة المطوبة مريم كزوجة لبيته حتى يحميها من المجتمع وطاعة لصوت الرب(مت1: 20)وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً:«يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.

ثانياً: متى يكون عهداً!

بينما في جنة عدن الذي أحضر حواء لآدم هو الرب الإله فهو الشاهد على العهد وأيضا هو الذي قام بعملية الرباط المقدس الذي يبدأ بطريقة الزواج ولا ينتهي«فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ»(مت19: 6).

إذن الزواج عهد لأنه يُعتبر المؤسسة الروحية أسسها الرب الإله منذ بدء الخليقة وهو دائم ورباطه مقدس ولا توجد أي قوة تستطيع أن تفصل هذه الرابطة سواء الموت فقط، والتي تشبه طبيعة علاقة الكنيسة والمسيح والجسدية وخاصة كبشر في إشباع بعضنا البعض كعطاء وليس سيطرة وتملك وكتتميم المبدأ الكتابي «وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ»(تك1: 28). وكلمة:"وَبَارَكَهُمُ" وهي تُعني أعطاهم القدرة على الإكثار والزيادة وهذا كنوع من البركة وأيضا كموافقة من الله على اتحاد الرجل والمرأة من خلال سياج الزواج المقدس أن يكثروا ويزدادوا.

v     الفرق بين العقد والعهد

العقد

العهد

هو مسؤولية محددة ــ له بداية وله نهاية

بمعنى آخر هو فترة زمنية محددة ــ يستمر تحت شروط معينة تكون لصالح طرف من الأطراف. 

هو مسؤولية غير محدودة ــ وهو يعبر عن التزام بين الطرفين ــ مدته يستمر حتى الموت وفي كل الظروف سواء في الصحة أو في المرض.   

مجاله: بين البشر بعضهما البعض سواء في التجارة أو الوظيفة

مجاله: بين الله والإنسان ــ وبين الإنسان وأخيه أو صديقه هدف كيفية أرضاء الطرفين.

 

v     بعض المفاهيم الخاطئة عن الزواج وتتلخص في التالي:

1.      الزواج بناء عائلة مكونة من زوج وزوجة وأولاد(أي الهدف منه تكوين أسرة فقط).

2.      الزواج عبارة حماية من الوقوع  في ارتكاب خطية الزنا  فهو يحفظ الإنسان ويصونه.

3.      الزواج  إثبات لرجولة الرجل كافتخار وتعبير لقيمته أمام الآخرين وخاصة في وسط المجتمع القروي.

4.      الزواج سُنة الحياة كباقي الناس الذين يتزوجون فأنا مثلهم تماماً.

5.      الزواج لإشباع الرغبة والغريزة البشرية. 

v     المفاهيم الكتابية الصحيحة عن الزواج المسيحي

              أ‌-    الزواج نظام إلهي(تك1: 28) وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».

                                ب‌-       شركة طاهرة (تك2: 18) وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ».

             ت‌-   تعاون طاهر (جا4: 9-11) اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً. لأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ. وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ. أَيْضًا إِنِ اضْطَجَعَ اثْنَانِ يَكُونُ لَهُمَا دِفْءٌ، أَمَّا الْوَحْدُ فَكَيْفَ يَدْفَأُ؟

             ث‌-   إشباع لاحتياج طبيعي (1كور7: 1-4) وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا: فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. وَلكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا، لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ، وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا. لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ، وَكَذلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضًا الرَّجُلَ. لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهَا، بَلْ لِلرَّجُلِ. وَكَذلِكَ الرَّجُلُ أَيْضًا لَيْسَ لَهُ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهِ، بَلْ لِلْمَرْأَةِ.

                                ج‌-        يؤدى إلى بقاء الجنس البشرى (تك9: 1) وَبَارَكَ اللهُ نُوحًا وَبَنِيهِ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ.  

             ح‌-   رباط دائم في شتى الظروف: في السراء والضراء،في الصحة والمرض....(عب 13: 4) لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ.  

2ــ شروط الزواج المسيحي وطرقه

1.   روحياً: في زواج شخصان مؤمنان شرطاً أن يكون الاثنين قد اختبرا الولادة الثانية(التجديد ـ مؤمنين حقيقيين ــ ولادة جديدة)في الارتباط معاً كحق كتابي(2كو6: 14ـ17)لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاق لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ اتِّفَاق لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ:«إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا

2.   نفسياً: أن يكون الطرفان مسيحيين ناضجين من خلفية واحدة - ذوق واحد - تعليم متقارب - اهتمامات واحدة - على أن يكون سن الشاب أكبر قليلاً من الفتاة.

3.      صحياً: أن يكون الشخصان صحيحين عقلياً.

4.   مادياً(اجتماعياً)وهو موضوع يتعلق بالحاجات الشخصية لكل طرف مثل: البيت، الأثاث، مصاريف الزواج ومن الممكن أن الشاب والفتاة يتعاونان معاً في هذا الأمر، وأن لا يكون اعتماد الشاب على أهله بل على نفسه.

5.      قانونياً: موافقة الطرفين بدون إجبار.

3ــ الهدف الأسمَّى للزواج المسيحي

1.   الاتحاد المقدس(تكوين رابطة مقدسة) كزوج وزوجة ونوع الاتحاد بينهما هو روحي في جسد واحد بحيث يكون كل منهما مُكملاً للآخر. وهذا سر إلهي عظيم وَرد ذكره في الكتاب المقدس، لابد أن يدركوا هذا الأمر الإلهي فهي وحدة واحدة مقدسة في المسيح، وعلى مثال اتحاد المسيح بالكنيسة:

أ‌.      (تك2: 18)وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ».

ب‌.  (تك2: 20) فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ.

ت‌. (أف5: 31ــ32) مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ.

2.   الألفة بين الطرفين كلمة"أُلفة" هي أكثر من الصداقة بل تُعني شخصان توجد بينهما صفات مشتركة اختارا أن يكوناً لمساعدة الواحد الآخر في كل الظروف بطريقة العطاء وليس بطريقة الأنانية.  

لأن رغبة الله أن يجعل الإنسان الذي خلقه يشعر بالسعادة ومع مَنْ يشعر بها بشخص نظيره أي من دم ولحم يفهمه ويحس به ويكون جزء منه وَمَنْ هو؟ الزوجة وَمَنْ هو؟ الزوج فالأمر مبني على الوحدة والاتفاق والوفاق القائم على الاحترام والاهتمام.

3.   تقديس الغرائز والميول الطبيعية التي أوجدها الله في الإنسان وتوجيهها بطريقة صحيحة الله وضع في الإنسان غريزة جسدية وأيضاً وضع في المرأة رغبة وأشواق وحاجة جسدية ونفسية لزوجها لا يمكن أن تُشبع إلا من خلال سور الزواج فقط وخارج هذا السور تُعتبر زنى أي التحدي على حقوق الآخرين حسب بعض الشواهد الكتابية:

أ‌.      (تك3: 16) وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».  

ب‌.   (مت5: 28)وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ.

ت‌.  (عب13: 4)لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ.  

4.   الاشتراك مع الله في الخلق من خلال إنجاب ذرية صالحة  تتربّى في مخافة الله وتأديبه لتمجيد اسمه وامتداد ملكوته: قالزوجات يشتركان مع الله في عملية الخلق، وهذا مجد عظيم للإنسان أنها ليست أموراً حسية فقط بل هي المحافظة على النسل البشري، والله أوجد في الإنسان الأبوة والأمومة ويعكسوا هذا الشيء بطريقة عملية في أولادهم.

5.      يعتبر الطريق للخلاص من النجاسة والخطيئة الجسدية

بالزواج يستطيع الإنسان أن يضبط غرائزه ويقدسها ويحافظ على طهارتهِ الروحية والجسدية، والانضباط المسيحي بحسب(1كو7: 9)وَلكِنْ إِنْ لَمْ يَضْبُطُوا أَنْفُسَهُمْ، فَلْيَتَزَوَّجُوا. لأَنَّ التَّزَوُّجَ أَصْلَحُ مِنَ التَّحَرُّقِ.

فالبعض الآخر أُعطَّى لهم أن يبقوا بدون زواج كهبة وعطية من الله(مت19: 11ــ12) فَقَالَ لَهُمْ:«لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم، لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».

فهذه الفئة خُصصوا من بطون أمهاتهم أن يكونوا لله بكل كيانهم وهم مدعوون لهذا الغرض وأيضا هي فرصة أكثر لللإنطلاق الروحي والكرازي مع أنها دعوة خاصة يتقبلها الإنسان من الله كعطية له(1كو7: 7) لأَنِّي أُرِيدُ أَنْ يَكُونَ جَمِيعُ النَّاسِ كَمَا أَنَا. لكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ لَهُ مَوْهِبَتُهُ الْخَاصَّةُ مِنَ اللهِ. الْوَاحِدُ هكَذَا وَالآخَرُ هكَذَا.

4ــ الأسس الكتابية للزواج المسيحي المثالي

  1. القداسة إن الزواج القائم على ابن الله الحي يسوع المسيح، وكلمة الله الحية سيكون هناك رباط مقدس بعيداً عن أي نجاسة ودنس وشهوة ردية وسيكون هناك العفة والطاهرة سواء في داخل القلب أو خارجه متمثلة في  بعض الحواس مثل العين واللمس والهمس والسمع.
  2. الوحدة والاتحاد ويعتقد تحدثنا عنها في السابق وخاصة في(تك1: 26) وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». كون الله خلق الرجل والمرأة على صورته فهناك ما يُسمَّى التطابق بينهما والاختلاف في شخصية كلاً منهما مع إتحادهم في الكيان الروحي الواحد.

وأيضا في(تك2: 23ــ 25)فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ». لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ، آدَمُ وَامْرَأَتُهُ، وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ

وعلى أساس الزوجة الواحدة وليس عدة زوجات ذكراً وأنثى(1كو7: 2) وَلكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا، لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ، وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا.

  1. المحبة ومعناها

أ‌.        الاهتمام بشريك الحياة (أف5)

ب‌.     الاحترام لشريك الحياة (أف5)

ت‌.     الرعاية لشريك الحياة (أف5)

  1. الثبات وعد ضد الانحلال(الانفصال)وهذا يعني أن الزواج يجب أن يدوم ولا يُحلّ بقوة سلطان بشري إلا بالموت



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6