Thu | 2020.Nov.26

أفتيخوس ميتًا


«أَفْتِيخُوسُ ... غَلَبَ عَلَيْهِ النَّوْمُ فَسَقَطَ ... وَحُمِلَ مَيِّتًا»

لماذا حُمل أَفْتِيخُوس الشاب ميتًا؟ لأنه تثقّل بنومٍ عميق، فسقط إذ كان جالسًا في الطاقة. ولماذا جلس فيها؟ لأن الزحام - كما أعتقد - كان شديدًا في محل الاجتماع، وشدة الزحام جَعَلت المكان حارًا، فأراد أَفْتِيخُوسُ أن يتخلَّص من حرارة المكان، وفي نفس الوقت لا يحرم نفسه من أقوال الرسول بولس، وتوسطًا بين الأمرين، جلس في الطاقة جاعلاً أذنه نحو بولس وأنفه نحو النسيم الخارجي، فكان هذا النسيم الذي ظن أنه يُنعشه ويوقظه، هو نفس السبب الذي قتله بالنوم، فسقط وكان سقوطه عظيمًا. أَ ليس هذا ما يحدث معنا مرارًا وتكرارًا؟ نريد دائمًا أن نتوسط بين الروحيات والجسديات، ونقول: حسنًا أن نفعل هذا ولا نترك تلك، فنأتي إلى حافة الدائرة الروحية، وتكون النتيجة أننا نقف على حافة هوة سحيقة. وإذ نُطيل الوقوف ننسى الخطر، فيكون أن أخف نسيم وأقل مظهر، وأوهى قوة للعالم تثقلنا وتخدعنا وتجذبنا فنسقط، ويكون سقوطنا عظيمًا. وماذا تكون النتيجة غير التكسير والتهشيم والموت؟

مسكين أَفْتِيخُوس، فلا هو تمكَّن من الإصغاء إلى أقوال بولس الثمينة، ولا هو احتفظ بحالته الجسمانية، ولكنه إذ حاول أن يفوز بالاثنين خسرهما معًا. بل مساكين نحن الذين نريد أن نتمتع بالمسيح والعالم في الوقت نفسه، فتصبح النتيجة أننا نفقد تعزياتنا، ثم نُعرِّض أنفسنا لتأديبات القدير «مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!» ( عب 10: 31 ). وأما كان أولى بأَفْتِيخُوس أن يصبر قليلاً ويتحمل يسيرًا ويضحي بما لا يُقاس مع ما يحصل عليه من الفائدة؟ بل ما أولانا أن نحتمل ونصبر على ضيق قليل لا يُقاس بما يُقابله من مجد «فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا» ( رو 8: 18 ).

و. ج. ترنر



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6