Sat | 2020.Mar.14

الدُّهن الطيِّب


«يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعًا! مِثْلُ الدُّهْنِ الطَّيِّبِ ... مِثْلُ نَدَى حَرْمُونَ»

مزمور 133 يُصوّر لنا جمال الإخوة الساكنين معًا في وحدانية قلبية. هناك نجد تصويرين جميلين للوحدة بين الإخوة: أولهما أنها مثل الدُّهن الطَّيب النازل من رأس رئيس الكهنة إلى طرف ثيابه. وثانيهما أنها مثل النَدَى النازل كغيوث منعشة من قمة حَرمُون الجليدية البيضاء.

تأملوا أيها الأحباء، الصورة الجميلة المرسومة في الأصحاح الثاني من رسالة فيلبي. هناك نرى، قبل كل شيء، ذلك الرأس المُبارك والدُّهن الطَّيب ينزل منه إلى طرف ثيابه. من أين استمد بولس النعمة التي جعلته مستعدًا أن ينسكب على ذبيحة إيمان إخوته؟ وما الذي جعل تيموثاوس يعتني بالآخرين؟ وما الذي دفع أبفرودتس لأن يُخاطر بنفسه لكي يُجبر نقص خدمة إخوته؟ ما هو الجواب الوحيد على كل هذه الأسئلة؟ بكل بساطة الجواب هو أن هؤلاء الخدام المحبوبين عاشوا قريبين من محضـر سّيِّدهم، واستقوا كثيرًا من روحه. لقد اقتربوا كثيرًا من “الإنسان المُمجَّد” حتى أن عطر أدهانه، ونَدَى غيوثه المُنعش قد غمر نفوسهم، وجعل منهم مجاري بركة للآخرين.

هذا هو سر الوئام بين الإخوة. إن هم أرادوا أن يعيشوا معًا في وحدانية فعليهم أن يكتنزوا من “الدُّهْنِ الطَّيِّبِ” ومن “النَدَى” المتقاطر باستمرار عليهم. وجب أن يعيشوا متعلّقين بالمسيح، مشغولين به، لكي يُخبروا بفضائله، ويعكسوا أمام الآخرين صورته المُباركة.

إن الدُّهن والنَدَى ينزلان من الرأس بفيض وبقوة مُنعشة تربط قلوبنا معًا برباط المحبة المقدسة، وتُساعدنا على أن نُنكر ذواتنا ونرفض كل شيء يُعطل هذه الوحدانية الحقيقية التي نحن مُطالبون أن نحفظها.

أندريه جيبير



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6