Fri | 2020.Feb.07

باب الرحمة


«بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلَهِنَا الَّتِي بِهَا افْتَقَدَنَا الْمُشْرَقُ مِنَ الْعَلاَءِ»

ماذا كنا نفعل يا ترى لو لم يكن الله رحيمًا؟ لو كان الأمر هكذا لما كان يمكن أن تخلص نفس واحدة قط في هذا العالم.

تَحكي قصة عن أن إنسانًا حلم أنه كان في أرض عراء، تعصف حوله عاصفة هوجاء، فسعى باجتهاد شديد ليعثر على مخبأ له من العاصفة، فرأى بوابة منفردة مكتوب عليها “القداسة”. وهكذا بدا له أنه يوجد ملجأ فيها، ولذا طرق عليها، ففتح الباب شخص في ثياب بيضاء، وأعلمه أنه لا يُسمح بالدخول إلا لمن هو قديس، ولذا فإنه لن يكون مقبولاً. ولذا أسرع ليجد له ملجأً في مكان آخر. ثم رأى بوابة أخرى، فحاول أن يدخلها، ولكن كان منقوشًا عليها “الحق”، وعلم أنه ليس مؤهّلاً لدخولها. ثم أسرع لثالثة، فوجد أنها قصر “العدالة”، ولكن حراسًا مُسلحين كانوا يحرسونها، وأفهموه أنه لا يمكن أن يسمحوا بالدخول إلا للبار. وأخيرًا بعد أن كاد اليأس يودي به، رأى نورًا يُضيء على مسافة بعيدة بعض الشيء، فأسرع إليه. وكان الباب مفتوحًا على مصراعيه، ولاقاه ملائكة رائعو الجمال والبهاء، مُرحبين به بعبارات الترحيب المُفرحة. إن هذا هو بيت “الرحمة”. فأدخلوه ووجد الملجأ من العاصفة، وأحاطوه بكل آيات كرم الضيافة.

ولا واحد منا يستطيع أن يجد ملجأ عند أي باب ماعدا عند باب “الرحمة”، وحتى أردأ الخطاة يستطيع أن يجد ملجأ أبديًا، وليس فقط من قسوة الجو البارد. إن مراحم الرب حنونة ورحيمة. فإن هربنا إلى الملجأ فسنجده مُرحبًا بنا. والأسوار الحصينة ستحول دون الأعداء الذين يتعقبوننا، وستحوطنا وتغطينا من كل العواصف. ومن ثم نبدأ التمتع بأفراح الأمان واليقين والبهجة، إذ نتأكد من كوننا داخل بيت جميل بهيج، وليس فقط ملجأً آمنًا. فملجأنا هو في ذات قلب الله. وما من عش أدفأ أبدًا من حضن الأم لطفلها، وبالمثل تكون الرحمة الإلهية لكل مَن يجدوا ملجأً فيها ( مز 91: 1 ، 4).

جيمس ر. ميللر



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6