Fri | 2020.Jan.24

تأخيرات المحبة


«لِعَازَرُ مَاتَ ... وَلَكِنْ لِنَذْهَبْ إِلَيْهِ!»

لا بد أنه ظهر في نظر الأختين - في بادئ الأمر - بأن الرب غير مُبال بهما. ولكنه في الحقيقة لم يكن كذلك. ونلاحظ أنه بعد يومين، ولو أنه لم تصله أية رسالة، قال الرب لتلاميذه: «لِعَازَرُ مَاتَ» ( يو 11: 14 ). ولا بد أنه قد لاحظ بدقة تامة ما حدث في ذلك البيت الأكثر حبًا له. فقد رأى عودة الرسول، والفرح الوقتي الذي حدث نتيجة وصوله، ثم تدهور صحة لعازر، وجزع المحيطين به عندما لفظ أنفاسه الأخيرة. ثم تتبع بفكره تشييعه إلى القبر الصخري. كل هذه المواقف كانت حاضرة أمامه، إلى أن رأى أنه يُمكنه التدخل للحصول على أحسن نتيجة ممكنة.

ولكن محبة الرب تظهر، ولو أخيرًا. وهكذا الأمر معنا دائمًا. فلربما يتأنى الرب ويتمهل في خطواته، ولكن اهتمامه بنا لن يضعف. فلا يوجد تأوه أو دمعة تهرب من اهتمامه وملاحظته. ولا يوجد خفقة مضطربة لا يشعر بها. فهو يجلس كمُمَحِّص الفضة، يعرف آلامنا ولا يغفل ولا ينام عنا. وعندما يأتي الوقت المناسب فإنه يفعل أكثر مما نطلب أو نفتكر. فهو لا يشفي المريض فقط، ولكنه يُقيم الميت، ويجعل ظلام القبر يُعلِن لمعان مجد القيامة. والصلاة تظهر أنها استُجِيبَت في صورة أبهى وأحلى من كل ما يُمكن أن نترجاه، والنفع الذي نحصل عليه من التأخير الطويل، يكون واضحًا. وحكمة الصبر الإلهي تتجلى أيضًا «يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ!» ( رو 11: 33 ).

وفي الأيام التالية لذلك، عندما استعرض ثلاثتهم - مَرْيَمُ وَمَرْثَا ولِعَازَرُ - الحادثة، لا بد أنهم لم يرغبوا غير ما تمَّ في هذا الصدد، تمامًا كما سنستعرض نحن الأشياء التي وقعت معنا، ونحن في قمة المجد، بعد أن تعبر كل القصة العجيبة أمام أنظارنا، فنهتف قائلين: “آمِينَ! هَلِّلُويَا!”


هاملتون سميث



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6