أولاُ: خلاص عظيم: خلاص عظيم تسلَّمناه بالإنجيل. ابتدأ الرب بالتكلُّم به ( عب 2: 1 )، وأكملَهُ على عود الصليب إذ قال قد كَمُل. خلاص من الماضي، وفي الحاضر، وأمجد ما فيه شقه المستقبلي. خلاص من دين الخطية الأبدي (ماضينا)، وعبوديتها الحاضرة، ووجودها مستقبلاً. خلاصنا الإيجابي، يوم نُظهَر مع المسيح بالمجد ( يو 17: 12 ). حينئذ يَكمُل تمتُعنا بالخلاص؛ السلبي من كل تبعَات الخطية، والإيجابي العاكس لأمجاد رب البشـرية. خلاص؛ كُلفته دم الفادي، وعظمته؛ شموله لكل الكيان الإنساني الساقط؛ الروح والنفس والجسد. وبساطته؛ يحكيها مساكين النعمة، مَن لأبعاده يفهمون، وبقوته يتمتعون. خلاص قدير جدًا، لا يعثر أمامه أي الخطاة، ولا كل الخطاة، فصانعهُ هو مُخلِّص العالم ( يو 4: 42 ). خلاص أساسه النعمة، والنعمة أيضًا بهاؤه.

ثانيُا: شهوة الملائكة: خلاص عظيم اشتهت العائلة الملائكية الاطلاع عليه. فتابَعوا صانعه؛ فأدركوا أنه مُخلِّص البشـر، وليس الملائكة ( لو 2: 11 ). تابَعوه في طفولتهِ، وتجاربه، وصراخه ودموعه في جثسيماني وآلامه من يد البشـر. وفي قيامتهِ دحرجوا الحجر. وتابعوه للمجد صاعدًا. أما خلاصه العظيم، فلا طاقة لهم به. ولا عجب، فلا علاقة لهم بالنعمة ( عب 2: 16 ).

ثالثًا: خدمة الأنبياء: خلاص عظيم؛ عنه تنبأ أنبياء العهد القديم ( 1بط 1: 10 ، 11)، فاستطاعوا أن يروا قمم جبلين؛ جبل الجلجثة؛ موضع الآم المسيا، وجبل الزيتون؛ مُنتَظر الأمجاد. أو قُل: أساس الخلاص وكماله. أما وادي النعمة بينهما، فكان عميق جدًا عليهم، رغم طوله الطويل، لأكثر من ألفي عام. أدركوا اليسير من نعمة الخلاص ونقصهم الكثير.

رابعًا: بشارة الرسل: خلاص عظيم بشَّـر بكماله أنبياء ورسل العهد الجديد، مُلقبين إيِّاه بالنعمة ( أف 3: 2 ، 10)، ومُلقبين زمانه بتدبير النعمة ( في 3: 20 ). كاشفين عن كل بركات النعمة لأشر الخطاة التائبين. خلاصنا العظيم تسلَّمناه بالإنجيل. خلاص فيه غفران الخطايا حسب غنى النعمة، وتجديد القديسين لمدح مجد النعمة، وينتهي بما ينتظرنا من نعمة الأجساد المُمجَدة (في3: 20، 21).

أشرف يوسف