Fri | 2011.Jan.07

إرسالية يسوع ومجده

إنجيل مرقس 1 : 35 - 1 : 45


الخلوة واحتياجات الناس
٣٥ وَفِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ،
٣٦ فَتَبِعَهُ سِمْعَانُ وَالَّذِينَ مَعَهُ.
٣٧ وَلَمَّا وَجَدُوهُ قَالُوا لَهُ: «إِنَّ الْجَمِيعَ يَطْلُبُونَكَ».
٣٨ فَقَالَ لَهُمْ: «لِنَذْهَبْ إِلَى الْقُرَى الْمُجَاوِرَةِ لأَكْرِزَ هُنَاكَ أَيْضًا، لأَنِّي لِهذَا خَرَجْتُ».
٣٩ فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِهِمْ فِي كُلِّ الْجَلِيلِ وَيُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ.
غلطة مفهومة
٤٠ فَأَتَى إِلَيْهِ أَبْرَصُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ جَاثِيًا وَقَائِلاً لَهُ: «إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي»
٤١ فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ:«أُرِيدُ، فَاطْهُرْ!».
٤٢ فَلِلْوَقْتِ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ ذَهَبَ عَنْهُ الْبَرَصُ وَطَهَرَ.
٤٣ فَانْتَهَرَهُ وَأَرْسَلَهُ لِلْوَقْتِ،
٤٤ وَقَالَ لَهُ:«انْظُرْ، لاَ تَقُلْ لأَحَدٍ شَيْئًا، بَلِ اذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدِّمْ عَنْ تَطْهِيرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، شَهَادَةً لَهُمْ».
٤٥ وَأَمَّا هُوَ فَخَرَجَ وَابْتَدَأَ يُنَادِي كَثِيرًا وَيُذِيعُ الْخَبَرَ، حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَدِينَةً ظَاهِرًا، بَلْ كَانَ خَارِجًا فِي مَوَاضِعَ خَالِيَةٍ، وَكَانُوا يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ.

الخلوة واحتياجات الناس (مر 1: 35-39).
نعيش اليوم في عالم تحكمه النسبية، حيث لا توجد أية حقائق مطلقة، ولا مبادئ يمكن أن تطبق على الكل، لذلك ليس هناك أساس عليه نبني حياتنا. لكن في داخل أعماق قلب كل كائن بشري احتياج إلى معرفة الله. هذا الاحتياج يعلن عن نفسه بآلاف الطرق، لكن هناك طريقة واحدة تحقق هذا الاحتياج: من خلال المسيح فقط. بالرغم من أن سمعان بطرس قاطع خلوة الصلاة ليسوع(عدد37) ولكن على ما يبدو كان الأمر بسيطا للغاية، لكنه كان بالفعل يعلن عن حقيقة عميقة للجموع، وهي البحث عن يسوع سواء اعترفوا بذلك أو لم يعترفوا.
في الوقت نفسه كان يسوع يبحث عن الجموع. لأنه الراعي الصالح الذي يبحث عن كل خروف ضال. يمكننا أن نرى في(عدد35)، أن الخلوة والعلاقة الحميمة مع الله والناس هما الأهمية الأساسية لإرسالية المسيح.

غلطة مفهومة (مر 1: 40-45)
في(الأعداد40ـ45) من فقرة اليوم نجد أفضل حلم لرجل يتحقق. حيث تم شفاؤه في لحظة من البرص الذي جعله منبوذاً من الناس معزولاً بائساً(معجزة جسدية طبية بكل المعايير(الحديثة)عندما التقى الأبرص بالمسيح). وبقدر ما كان يسوع يريد أن يخفي مجده وشهرته من الانتشار بسرعة جداً، لكن لم يتمكن من منع ذلك. عند اقتراب نهاية خدمة المسيح، قال إذا سكت تلاميذه ولم يعلنوا مجده، فإن الحجارة ستصرخ بدلاً منهم(لوقا9: 37-40). الخليقة نفسها لا تستطيع أن تنتظر المسيح حتى يُعلن عن نفسه، لذلك ليس من المدهش أن تنتشر سمعة يسوع مثل البرق بكل الطرق.
أيضاً تُخبرنا الأعداد السابقة أن الأبرص بعد شفائه لم يُطع أمر يسوع وهو:"أن لا يخبر أحداً عن شفائه". من الواضح أن الأبرص كان غير مُطيع لكلمات الرب، وعدم الطاعة تستحق الدينونة، ولكن ما هي ردة فعلنا لو كنا مكانه؟ مِن الطبيعي للشخص الذي وجد المسيح بالفعل يريد أن يخبر كل العالم عن المسيح!

التطبيق

كم مقدار من الأهمية التي تضعها للخلوة اليومية في حياتك؟ لماذا كانت مهمة في حياة المسيح؟ ولماذا هي ذات أهمية لحياتنا الروحية؟ حاول مِن الآن أن تأخذ وقتاً محدداً لتكون بمفردك مع الله كل يوم. هل يتوقع أي شخص أن يقول يسوع "لا" لسؤال الأبرص في(عدد41)؟ سيكون هذا خارج نطاق الشخصية لدرجة أنه سيكون مِن السخيف مجرد التفكير في مثل ذلك. فمع ذلك غالباً ما نعتقد أن الله لا يهتم بنا وبالتالي لا يريد شفاءنا.

الصلاة

يا أبي السماوي، أحياناً يكون صعباً جداً أن نفلت أنفسنا من مشغولية الحياة. أريد معونتك حتى أدير وقتي من جديد، لكي أستطيع أن أتقابل معك في الخلوة اليومية، وعلى أساس منتظم يومياً. في تلك الأوقات، أعطني إرشادك وأرني مجدك. في اسم يسوع أصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6