Wed | 2011.Jan.05

بداية الإنجيل

إنجيل مرقس 1 : 1 - 1 : 15


التوبة قبل الخلاص
١ بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللهِ،
٢ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ:«هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي، الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ.
٣ صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً».
٤ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا.
٥ وَخَرَجَ إِلَيْهِ جَمِيعُ كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَأَهْلُ أُورُشَلِيمَ وَاعْتَمَدُوا جَمِيعُهُمْ مِنْهُ فِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ، مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ.
٦ وَكَانَ يُوحَنَّا يَلْبَسُ وَبَرَ الإِبِلِ، وَمِنْطَقَةً مِنْ جِلْدٍ عَلَى حَقْوَيْهِ، وَيَأْكُلُ جَرَادًا وَعَسَلاً بَرِّيًّا.
٧ وَكَانَ يَكْرِزُ قَائِلاً:«يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ.
٨ أَنَا عَمَّدْتُكُمْ بِالْمَاءِ، وَأَمَّا هُوَ فَسَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ».
٩ وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ.
ترتيب الله ليس مثل ترتيبنا
١٠ وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ، وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ.
١١ وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ:«أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».
١٢ وَلِلْوَقْتِ أَخْرَجَهُ الرُّوحُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ،
١٣ وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ.
١٤ وَبَعْدَمَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللهِ
١٥ وَيَقُولُ:«قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».

التوبة قبل الخلاص (مر1: 1-8)
يُعتبر الإصحاح الأول لإنجيل مرقس إصحاح افتتاحي حيث يُبين لنا حقيقة هامة عن الخلاص. الإصحاح الافتتاحي في إنجيل مرقس يبين لنا حقاً هاماً جداً عن الخلاص. كان يوحنا المعمدان يدير خدمته في برية الأردن، قبل أن يأتي يسوع إلى هذا العالم. كانت رسالة يوحنا المعمدان رسالة توبة وكانت رسالة تجهيز للإنجيل. كان دور يوحنا المعمدان في خطة الله العظمى هو إعداد الطريق، ليس فقط للمسيح، لكن أيضاً للناس. الحق الذي نراه في هذه الفقرة هو ينبغي أن تأتي التوبة قبل الخلاص.
في(مر1: 3)، نرى أن يوحنا المعمدان كان صوتاً صارخاً في البرية، يجهز طريق الرب ويصنع سبله المستقيمة. تشير هذه السبل المستقيمة إلى القلوب المفتوحة والتائبة، لأنه من خلال قلوبنا سيأتي المسيح إلى حياتنا ليسكن بداخلنا. لهذا السبب، تحتوي صلاة الخاطئ على اعتراف بالخطية وطلب الغفران، والخلاص دون توبة ما هو إلا مجرد سراب.

ترتيب الله ليس مثل ترتيبنا (مر1: 9-15).
الطريقة التي يعمل بها العالم عادة تكون عكس الطريقة التي يعمل بها الله. في تدبير الله، الأول سيكون الأخير، والأصغر سيكون الأعظم، بنفس الطريقة التي نكسب بها الحياة هي أن نخسر حياتنا. بنفس الطريقة، ترتيب الأحداث في هذا الجزء من هذه الفقرة يوضح أن أوليات الله ليست مثل أولوياتنا. مع الناس، لابد أن نعمل شيئاً ما جيد حتى تكسب الحب والمدح من الآخرين. لكن في حياة يسوع، كان محبوباً وممدوحاً من الله حتى قبل أن يفعل أي شيء. قال الله إنه مسرور بالمسيح (عدد11)قبل أن يقدم عظة واحدة أو قبل أن يعمل معجزة واحدة. أيضاً، من العجيب أنه في الحال بعد أن أعلن الله سروره بابنه، قاد يسوع إلى البرية حتى يُجرب ـ على يد الشيطان. عندما نشعر بأن المعاناة التي تواجهنا نتيجة للخطية، يستخدم الله التجربة والمعاناة ليمتحننا ويطهرنا.

التطبيق

هل من الممكن أن يكون لدينا تقدير حقيقي للخلاص ما لم نعترف بخطايانا وحاجتنا لمخلِّص؟. إدراكنا لطبيعتنا الشريرة هو المفتاح لامتلاكنا للإيمان الصحيح بيسوع المسيح الذي نتبرر به أمام الله. هل سبق وشعرت بأنك تحتاج إلى القيام بأعمال صالحة حتى تُرضي الله؟ هل سبق أن اختبرت التجربة أو المعاناة كعقاب لخطية ارتكبتها؟ ما الذي تظهره فقرة اليوم عن هذه الطريقة من التفكير؟

الصلاة

شكراً، أيها الآب السماوي، من أجل الإنجيل. شكراً من أجل خلاصك الذي أعددته بالإيمان بيسوع المسيح، ساعدني دائماً حتى أكون شخصاً تائباً، وأن أكون معترفاً بخطاياي بأمانة وباستمرار ويكون لي ضمير طاهر أمامك. أشكرك لأجل محبتك لي، حتى حينما كنت لا أزال خاطئاً ولا أستحق محبتك. في اسم يسوع المسيح أصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6