Sat | 2015.Dec.05

العذاب الداخلي

مراثي إرميا 2 : 11 - 2 : 17


البكاء في المعاناة
١١ كَلَّتْ مِنَ الدُّمُوعِ عَيْنَايَ. غَلَتْ أَحْشَائِي. انْسَكَبَتْ عَلَى الأَرْضِ كَبِدِي عَلَى سَحْقِ بِنْتِ شَعْبِي، لأَجْلِ غَشَيَانِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ فِي سَاحَاتِ الْقَرْيَةِ.
١٢ يَقُولُونَ لأُمَّهَاتِهِمْ: «أَيْنَ الْحِنْطَةُ وَالْخَمْرُ؟» إِذْ يُغْشَى عَلَيْهِمْ كَجَرِيحٍ فِي سَاحَاتِ الْمَدِينَةِ، إِذْ تُسْكَبُ نَفْسُهُمْ فِي أَحْضَانِ أُمَّهَاتِهِمْ.
١٣ بِمَاذَا أُنْذِرُكِ؟ بِمَاذَا أُحَذِّرُكِ؟ بِمَاذَا أُشَبِّهُكِ يَا ابْنَةَ أُورُشَلِيمَ؟ بِمَاذَا أُقَايِسُكِ فَأُعَزِّيكِ أَيَّتُهَا الْعَذْرَاءُ بِنْتَ صِهْيَوْنَ؟ لأَنَّ سَحْقَكِ عَظِيمٌ كَالْبَحْرِ. مَنْ يَشْفِيكِ؟
١٤ أَنْبِيَاؤُكِ رَأَوْا لَكِ كَذِبًا وَبَاطِلاً، وَلَمْ يُعْلِنُوا إِثْمَكِ لِيَرُدُّوا سَبْيَكِ، بَلْ رَأَوْا لَكِ وَحْيًا كَاذِبًا وَطَوَائِحَ.
١٥ يُصَفِّقُ عَلَيْكِ بِالأَيَادِي كُلُّ عَابِرِي الطَّرِيقِ. يَصْفِرُونَ وَيَنْغُضُونَ رُؤُوسَهُمْ عَلَى بِنْتِ أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: «أَهذِهِ هِيَ الْمَدِينَةُ الَّتِي يَقُولُونَ إِنَّهَا كَمَالُ الْجَمَالِ، بَهْجَةُ كُلِّ الأَرْضِ؟»
١٦ يَفْتَحُ عَلَيْكِ أَفْوَاهَهُمْ كُلُّ أَعْدَائِكِ. يَصْفِرُونَ وَيَحْرِقُونَ الأَسْنَانَ. يَقُولُونَ: «قَدْ أَهْلَكْنَاهَا. حَقًّا إِنَّ هذَا الْيَوْمَ الَّذِي رَجَوْنَاهُ. قَدْ وَجَدْنَاهُ! قَدْ رَأَيْنَاهُ».
تأديب الأب المحب
١٧ فَعَلَ الرَّبُّ مَا قَصَدَ. تَمَّمَ قَوْلَهُ الَّذِي أَوْعَدَ بِهِ مُنْذُ أَيَّامِ الْقِدَمِ. قَدْ هَدَمَ وَلَمْ يَشْفِقْ وَأَشْمَتَ بِكِ الْعَدُوَّ. نَصَبَ قَرْنَ أَعْدَائِكِ.

البكاء في المعاناة( ٢: ١١- ١٦)
يمكن اعتبار العدد (١١) كالعدد الرئيسي لكل سفر المراثي. يُعرف النبي إرميا، المحتمل أنه مؤلف سفر المراثي، بالنبي الباكي. يغلب الأسى والحزن على مشاعره لما حدث لمدينة أورشليم، يعي ويقر بالألم الذي في قلبه، إذ قد عاين انهيار و تدمير المدينة. ينفجر في رثائه الشخصي بسبب انكسار قلبه على أورشليم. " كلت عيناي من البكاء، تمزقت أحشائي في داخلي، قلبي انسكب " تُسجل الأناجيل أن يسوع كرجل الأحزان، بكى مرتين علانية؛ مرة عندما مات لعازر، و مرة عندما نظر إلى أورشليم ، نفس المدينة. بدلا من أن ننكر مشاعرنا بالحزن و الأسى ، يجب أن نتعامل معها.

تأديب الأب المحب ( ٢: ١٧)
يؤدب الله بني إسرائيل، بدافع الحب، لاستمرارهم في عصيانهم بالرغم من تحذيراته المتكررة . يوجغد عواقب جادة للخطية و يبرر الله الانهيار الذي حل بأورشليم. سفر إرميا هو التحذير" الذي أرسله منذ وقت طويل" و المراثي هي الإجابة للتحذير. سمح الله بكل الصعوبات التي اختبرتوها و " جعل العدو يتباهى عليكم "، يؤمن البعض بأن الله يقبلهم بغض النظر عن أي شيء و يستخدمون هذا كتصريح للاستمرار في الخطية. لكن المحبة الحقيقية تواجه و تؤدب و توبخ . يكشف عبرانيين ١٢: ٨، أن الذين لا يقبلون تأديب الله ، ليسوا أبناء حقيقيين.

التطبيق

عندما تنظر إلى التدهور الأخلاقي في المجتمع . هل تحزن على الخطية و الشر و عدم العدل من حولك؟ كلما تنمو في القرب من الله، ستحزن لأجل ما يُحزنه.
هل تمر بوقت صعب؟ ربما هي طريقة الله ليجذبك إليه! يالها من عطية! لا تفقد هذه اللحظة و دعه ينعشُك بحبه.

الصلاة

سيدي، امنحني قلبك تجاه المفقودين و المكسورين و المتألمين و المتحيرين. ساعدني أن أشعر بما تشعر بهتجاههم ، أزل بروحك كل الأماكن المتراخية و الصلبة من قلبي. علمني مرة ثانية كيف أحب. في اسم يسوع المسيح، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6