حياة شركة (12: 15-16)
يدعو بولس المؤمنين في رومية أن يحيوا حياة شركة؛ هذا لا يعني أن يتحتم عليهم التفكير والسلوك بالطريقة عينها، بل لا بد أن يحيوا شعبًا يتشارك بمحبة الرب يسوع المسيح. ومثال عملي على هذا يتمثل في الفرح مع الذين يفرحون والحزن مع الباكين. بالطبع هذا ليس سهلًا دائمًا، لأن كبرياءنا وأنانيتنا كثيرًا ما يعيقون الطريق. نحن كثيرًا نغضب ونحزن على سعادة الآخرين لأنها تثير حسدنا، ونبتسم على معاناتهم لأنها تجعلنا نشعر بأننا أفضل حيال مشكلاتنا. لذا، فالوحدة مستحيلة إن نصبنا تركيزنا على أنفسنا أو مقارنة أنفسنا بالآخرين. لكن إن نظرنا إلى الصليب سنتمتع بالوحدة بين جماعة كنيستنا.

جمع جمر نار (12: 17-21)
يعلم بولس مُؤمني رومية كيف يتعاملون مع أعدائهم، من جهة أن المبدأ الذي يشدد عليه هو أن الله هو القاضي، وهو الوحيد من له السلطان ليضع حدًا للشر. أتعلم، يقتبس بولس من سفر الأمثال ويصر على ألا يثأر المؤمنين لأنفسهم من أعدائهم بل ينتظروا إجراء عدالة الله في وقته المُعَين. في الوقت ذاته، علينا نحن المسيحيين معاملة أعدائنا بوداعة حتى تستيقظ ضمائرهم. قد لا تستطيع لمسة عطف واحدة من تغيير القلب القاسي، لكن أفعال العطف والمودة المستمرة تدفعهم تدريجيًا إلى الشعور بالندم وإلى التوبة. فدعونا نشارك بمحبة الرب يسوع المسيح مع الجميع، حتى مع أعدائنا.