Thu | 2015.Dec.03

العودة إلى الله من خلال الألم

مراثي إرميا 1 : 18 - 1 : 22


الله هو الحق
١٨ «بَارٌّ هُوَ الرَّبُّ لأَنِّي قَدْ عَصَيْتُ أَمْرَهُ. اسْمَعُوا يَا جَمِيعَ الشُّعُوبِ وَانْظُرُوا إِلَى حُزْنِي. عَذَارَايَ وَشُبَّانِي ذَهَبُوا إِلَى السَّبْيِ.
١٩ نَادَيْتُ مُحِبِّيَّ. هُمْ خَدَعُونِي. كَهَنَتِي وَشُيُوخِي فِي الْمَدِينَةِ مَاتُوا، إِذْ طَلَبُوا لِذَوَاتِهِمْ طَعَامًا لِيَرُدُّوا أَنْفُسَهُمْ.
طلب الأب
٢٠ انْظُرْ يَا رَبُّ، فَإِنِّي فِي ضِيق! أَحْشَائِي غَلَتْ. ارْتَدَّ قَلْبِي فِي بَاطِنِي لأَنِّي قَدْ عَصَيْتُ مُتَمَرِّدَةً. فِي الْخَارِجِ يَثْكُلُ السَّيْفُ، وَفِي الْبَيْتِ مِثْلُ الْمَوْتِ.
٢١ سَمِعُوا أَنِّي تَنَهَّدْتُ. لاَ مُعَزِّيَ لِي. كُلُّ أَعْدَائِي سَمِعُوا بِبَلِيَّتِي. فَرِحُوا لأَنَّكَ فَعَلْتَ. تَأْتِي بِالْيَوْمِ الَّذِي نَادَيْتَ بِهِ فَيَصِيرُونَ مِثْلِي.
٢٢ لِيَأْتِ كُلُّ شَرِّهِمْ أَمَامَكَ. وَافْعَلْ بِهِمْ كَمَا فَعَلْتَ بِي مِنْ أَجْلِ كُلِّ ذُنُوبِي، لأَنَّ تَنَهُّدَاتِي كَثِيرَةٌ وَقَلْبِي مَغْشِيٌّ عَلَيْهِ».

الله هو الحق ( ١: ١٨- ٢٢)
يوجد أسباب كثيرة للألم و المعاناة. أحيانا تكون أسباب خارجة عن إرادتنا ( مثل المرض، و الكوارث الطبيعية) أو لأننا ضحايا أفعال خاطئة. و أحيانا أخرى تكون ، بوضوح، لأننا نخطئ !.يعترف كاتب سفر المراثي أن الله لديه الحق بخصوص دينونته لإسرائيل لأنها فشلت في الحفاظ على كلمة الله ( عدد ١٨). تعاني إسرائيل بسبب خطيتها. و خطيتها كما يتضح في العدد ( ١٩) ، أنها سعت وراء حلفاء آخرين. ( أو " محبين" كما تقول الترجمة الانجليزية المعيارية) و بهذا ارتكبت الزنى الروحي. فالعلاقة الوثيقة التي بين الله و إسرائيل، جعلت تمرُدها يُشبه بالزنى. يرى كاتب سفر المراثي هذه الواقع المأساوي.

طلب الأب ( ١: ٢٠- ٢٢)
عندما يخطئ أحد أبنائي، أول شعور ينتابهم هو الهروب مني. يعرفون أنني أحبهم و يعرفون أيضا أنني سأؤدبهم، و خوفهم من التأديب هو ما يجعلهم يبتعدون عني. و كأب محب، أرغب في البحث عنهم ، لأؤدبهم و لأتصالح معهم. يفهم كاتب سفر المراثي هذا ! و مثل الأبناء الغير مطيعين، تتجنب إسرائيل محضر الله ، و الآن قد حل بهم تأديبه. و لكن مع ذلك يتوسل الكاتب إلى الله أن يرحمهم و أن يسقط أعدائهم. يوضح فعل الإيمان هذا رغبة في التصالح مع الله و ثقة في دينونته الصحيحة لكل الناس.

التطبيق

كثيرا ما نغضب عندما يقول لنا الناس أننا مخطئون، لكن هل نندهش أن الله سيغضب عندما نعتقد أنه مخطئ! لماذا يكون الأمر هكذا؟ ما الذي يعلمنا إياه سفر المراثي حول هذا؟
عندما نخطئ ، أول ما نفكر فيه أن نجري بعيدا عن الله أبينا ، لكن على العكس يصرخ كاتب سفر المراثي طالبا المصالحة ! لنتمثل بهذا، نقبل تأديب الله و نطلب المصالحة من خلال شخص يسوع المسيح.

الصلاة

أبي السماوي، من فضلك ، ساعدني أن أستخدم ألمي و تجاربي كفرص للاقتراب من شخصك لأستقبل نعمتك و غفرانك و القوة لأسير للأمام ، واثقا في شخصك، في اسم يسوع أصلي، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6