Thu | 2016.Jan.21

ليس هناك مزيدا من الانتظار

إنجيل يوحنا 6 : 1 - 6 : 13


احتياجنا
١ بَعْدَ هذَا مَضَى يَسُوعُ إِلَى عَبْرِ بَحْرِ الْجَلِيلِ، وَهُوَ بَحْرُ طَبَرِيَّةَ.
٢ وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ لأَنَّهُمْ أَبْصَرُوا آيَاتِهِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا فِي الْمَرْضَى.
٣ فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى جَبَل وَجَلَسَ هُنَاكَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ.
٤ وَكَانَ الْفِصْحُ، عِيدُ الْيَهُودِ، قَرِيبًا.
٥ فَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ أَنَّ جَمْعًا كَثِيرًا مُقْبِلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِفِيلُبُّسَ:«مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزًا لِيَأْكُلَ هؤُلاَءِ؟»
٦ وَإِنَّمَا قَالَ هذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لأَنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ.
٧ أَجَابَهُ فِيلُبُّسُ:«لاَ يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ لِيَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئًا يَسِيرًا».
٨ قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ:
٩ «هُنَا غُلاَمٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ، وَلكِنْ مَا هذَا لِمِثْلِ هؤُلاَءِ؟»
عنايته الفائقة
١٠ فَقَالَ يَسُوعُ:«اجْعَلُوا النَّاسَ يَتَّكِئُونَ». وَكَانَ فِي الْمَكَانِ عُشْبٌ كَثِيرٌ، فَاتَّكَأَ الرِّجَالُ وَعَدَدُهُمْ نَحْوُ خَمْسَةِ آلاَفٍ.
١١ وَأَخَذَ يَسُوعُ الأَرْغِفَةَ وَشَكَرَ، وَوَزَّعَ عَلَى التَّلاَمِيذِ، وَالتَّلاَمِيذُ أَعْطَوُا الْمُتَّكِئِينَ. وَكَذلِكَ مِنَ السَّمَكَتَيْنِ بِقَدْرِ مَا شَاءُوا.
١٢ فَلَمَّا شَبِعُوا، قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ:«اجْمَعُوا الْكِسَرَ الْفَاضِلَةَ لِكَيْ لاَ يَضِيعَ شَيْءٌ».
١٣ فَجَمَعُوا وَمَلأُوا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مِنَ الْكِسَرِ، مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةِ الشَّعِيرِ، الَّتِي فَضَلَتْ عَنِ الآكِلِينَ.

احتياجنا (٦ : ١- ٩)
يُظهر هذا النص أن يسوع واعِِ باحتياجات تابعيه. فقبل حتى أن يدركوا جوعهم، أدرك يسوع هذا و بدأ يتعامل مع هذا الاحتياج. نفس الشيء معنا. يعلم الله باحتياجاتنا، حتى قبل أن نسأل. يُظهِر عطفا في تفاعله مع الجموع . رسالة الإنجيل ليست حول كمّ يجب أن نضحي لنتبع يسوع ، بل كم ضحّى الله لنجد الشبع الكامل في شخصه. يلتقي بنا الله حيث نكون، دون أن يدفعنا فوق ما نستطيع. و يضعنا في ظروف تبدو مستحيلة كفرصة لننمو في الإيمان، فنثق أنه يستطيع أن يضاعف من مصادرنا و قدراتنا و قوتنا بما يفوق قدراتنا الطبيعية. عندما يتطلب الموقف أكثر مما لدينا، يسوع هو كل ما نحتاج إليه.

عنايته الفائقة (٦ : ١٠- ١٣)
التلاميذ لم يُتركوا لحل المشكلة بأنفسهم. يعطيهم الرب يسوع تعليمات واضحة و هو يرشدهم في اتجاه تدبيره و عنايته. كل ما يُطلب منهم أن يسمعوا و يطيعوا تعليماته. فالتلاميذ تابعيه و من خلالهم يقوم يسوع بمعجزات عظيمة. يتبع يسوع في صلاته نموذج من الصلاة أُعطي لنا في فيلبي ٤: ٦، شاكرا الله الأب قبل أن يسأل تدبير الله و تسديده للاحتياجات الزائدة. و النتيجة وفرة زائدة في تدبير الله ، فاقت احتياجات تابعيه. يعد الله بأن يفعل أكثر مما نطلب أو نفتكر ( أفسس ٣: ٢٠). و لأن يسوع خبز الحياة الحقيقي، فهو أكثر من كاف.

التطبيق

ما المواقف التي تواجهها اليوم و تبدو لك مستحيلة ؟ يعرف الله احتياجاتك و يهتم بك. ثق في الله الذي لا يعرف الحدود!
هل تستريح اليوم في علاقتك بإله غير محدود ، و يقهر المستحيلات. أشكره من أجل ما فعله من أجلك بالفعل ، و اطلب منه بثقة أن يفيض عليك بعنايته الفائقة.

الصلاة

سيدي يسوع، أشكرك من أجل كل ما منحتني إياه. أقدم لك كل قدرات و مواهب منحتها لي. أطلب منك أن تضاعف تأثيرها بما يفوق قدرتي الطبيعية، لأتمم عملك الغير محدود على هذه الأرض. في اسمك القدير . أصلي، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6