Mon | 2016.Mar.14

خيانة،و مأساة، و مفارقة

إنجيل يوحنا 19 : 12 - 19 : 22


تمرد شعب الله
١٢ مِنْ هذَا الْوَقْتِ كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ، وَلكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ:«إِنْ أَطْلَقْتَ هذَا فَلَسْتَ مُحِبًّا لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكًا يُقَاوِمُ قَيْصَرَ!».
١٣ فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ أَخْرَجَ يَسُوعَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ «الْبَلاَطُ» وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ «جَبَّاثَا».
١٤ وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ، وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ:«هُوَذَا مَلِكُكُمْ!».
١٥ فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ! اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ:«لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ!».
إدراك الأعداء
١٦ فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ.
١٧ فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ» وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «جُلْجُثَةُ»،
١٨ حَيْثُ صَلَبُوهُ، وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا، وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ.
١٩ وَكَتَبَ بِيلاَطُسُ عُنْوَانًا وَوَضَعَهُ عَلَى الصَّلِيبِ. وَكَانَ مَكْتُوبًا:«يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ».
٢٠ فَقَرَأَ هذَا الْعُنْوَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ، لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ يَسُوعُ كَانَ قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ. وَكَانَ مَكْتُوبًا بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَالْيُونَانِيَّةِ وَالّلاَتِينِيَّةِ.
٢١ فَقَالَ رُؤَسَاءُ كَهَنَةِ الْيَهُودِ لِبِيلاَطُسَ: «لاَ تَكْتُبْ: مَلِكُ الْيَهُودِ، بَلْ: إِنَّ ذَاكَ قَالَ: أَنَا مَلِكُ الْيَهُودِ!».
٢٢ أَجَابَ بِيلاَطُسُ:«مَا كَتَبْتُ قَدْ كَتَبْتُ».

تمرد شعب الله (١٩ : ١٢- ١٦)
تتصمن هذه الأعداد القليلة الكثير من الغصب و الخيانة. تشبه بشدة الحبكة الدرامية في مسرحية " الملك لير" لشكسبير، فمن يهتم بهم يسوع، في هذه الحالة اليهود، هم أكثر الناس استعدادا للمشاركة في قتله. يقول في رومية " ١: ١٦"، أن الإنجيل من أجل اليهود أولا ، لأنهم شعب الله المختار الذين من خلالهم يولد المسيا. اليهود هم أول من يختبرون بركات لله، و يختبرونها بالفعل، فملكهم في وسطهم، لكن للأسف، يختارون عدوهم كملك، المملكة الرومانية، و يرفضون ملكهم الحقيقي. حقيقة أنهم يختارون أن يُحكموا بعدوهم و ليس يسوع، تعطينا لمحة عن كمْ كرهوا يسوع.

إدراك الأعداء ( ١٩: ١٦- ٢٢)
ما يجعل خيانة اليهود لها دلالتها، المفارقة أن أعداءهم يُدركون و يقرّون بما يرفضونه؛ و هو أن يسوع المسح ملك ! يحاول الفريسيون إقناع بيلاطس أن يعدل اللوحة التي وضُعت على صليبه لكنه لا يستمع إليهم. فيفعل ما يعتقد أنه صواب، لا يدرك أن كتابته هذه لها آثار عالمية. يسوع المسيح ملك؛ ليس فقط على اليهود ، بل أيضا على هؤلاء الذين في ظل الامبراطورية الرومانية، وكل من يتحدثون اللغات الثلاثة المنقوشة على لوحة بيلاطس. في الواقع يسوع المسيح ملك على كل العالم ، من كل قبيلة و أمة و لسان.

التطبيق

يضع الفريسيون رجاءهم و هويتهم في برهم الذاتي و ليس في بر يسوع. يواجههم الإنجيل بإلههم المزيف، لكنهم ليسوا مستعدين للتنازل عنه. هل أنت مستعد أن تتنازل عنه؟
يرفض بيلاطس أن يحركه اليهود ، و بدون قصد يُعلن الإنجيل بثلاث لغات. ، كم مرة نعلن نحن، كأولاد الله الإنجيل بلغاتنا.

الصلاة

أبي ، امنحني الجرأة لأكون ثابتا في الدفاع عن الحق و إعلان الإنجيل عندما يحاول العدو أن يقهرني و يُسكتني. أصلي هذا لمجدك و ليس لمجدي. لأشتاق لغنى يسوع و ليس العالم. في اسم يسوع المسيح، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6