Thu | 2017.Mar.16

تكلفة المحبة

إنجيل متى 26 : 1 - 26 : 9


المحبة العظيمة مكلّفة
١ وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هذِهِ الأَقْوَالَ كُلَّهَا قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ:
٢ «تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ الْفِصْحُ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ».
٣ حِينَئِذٍ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَشُيُوخُ الشَّعْب إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ الَّذِي يُدْعَى قَيَافَا،
٤ وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يُمْسِكُوا يَسُوعَ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُوهُ.
٥ وَلكِنَّهُمْ قَالُوا:«لَيْسَ فِي الْعِيدِ لِئَلاَّ يَكُونَ شَغَبٌ فِي الشَّعْبِ».
٦ وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ،
٧ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيب كَثِيرِ الثَّمَنِ، فَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ.
٨ فَلَمَّا رَأَى تَلاَمِيذُهُ ذلِكَ اغْتَاظُوا قَائِلِينَ:«لِمَاذَا هذَا الإِتْلاَفُ؟
٩ لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هذَا الطِّيبُ بِكَثِيرٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ».
المحبة العظيمة تُذكر
١٠ فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«لِمَاذَا تُزْعِجُونَ الْمَرْأَةَ؟ فَإِنَّهَا قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَنًا!
١١ لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ.
١٢ فَإِنَّهَا إِذْ سَكَبَتْ هذَا الطِّيبَ عَلَى جَسَدِي إِنَّمَا فَعَلَتْ ذلِكَ لأَجْلِ تَكْفِينِي.
١٣ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ تَذْكَارًا لَهَا».
١٤ حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ، إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ
١٥ وَقَالَ:«مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُوني وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟» فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ.
١٦ وَمِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ كَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ.

المحبة العظيمة مكلّفة ( ٢٦: ١- ٩)
عادتا ما يكون التعبير عن المحبة مكلف. فأن تشتري وردا لزوجتك ليس عمليا، فالورود غالية و لا تستمر طويلا. لكن تظهر مثل هذه الهدايا المسرفة حبا عظيما. نرى هذا مع المرأة و قارورة الطيب، ففي تعبير مسرف عن المحبة، تأخذ زجاجة العطر ، و التي يقدر ثمنها بمرتب أكثر من سنة في ذلك الوقت( مرقس١٤: ٥) و تسكبها على رأس يسوع. يرى التلاميذ فعل المرأة على أنه تبذير و حماقة، لكن قريبا جدا سيكونون هم أنفسهم الطرف الآخر الذي ينال أكبر عمل محبة مسرف في التاريخ: سيتنازل يسوع عن حياته لأجلهم على الصليب. تتطلب المحبة التضحية. فبالنسبة ليسوع ، كلفته حياته.

المحبة العظيمة تُذكر (٢٦: ١٠- ١٦)
بينما يرى التلاميذ هذه المرأة و هي تسكب كل زجاجة العطر، يصبحون ساخطين . إذ يرون أنه إهدار لإمكانيات كانت يمكن أن تُستخدم بفعالية لأجل الملكوت. لكن يُقدر يسوع المرأة لأجل عمل تكريسها المكلّف، لدرجة أنه يقول أنه حيثما يُكرز بالإنجيل سيذكر ما فعلته هذه المرأة. فنقرأ عن عمل محبتها العظيم بمئات السنين بعد حدوثه، فتثبت صحة كلمات يسوع. يتذكر المؤمنون في كل العالم هذه السيدة ،التي لم يُذكر اسمها، كمثال رائع على العبادة بكامل القلب التي يرغبها و يستحقها يسوع المسيح. الأفعال أقوى من الكلمات، قصة هذه المرأة شهادة قوية عن قلب تشكل بمحبة يسوع المسيح.

التطبيق

كيف يمكن أن تعبر عن محبتك ليسوع اليوم؟ ربما عن طريق أن تخصص له بعض الوقت اليوم أو أن تساعد شخص في احتياج اليوم.
المحبة الحقيقية يُعبر عنها من خلال الأفعال. إذا كان هناك أناس في حياتك يرفضون أن يسمعوا الإنجيل، كيف يمكن أن تكرز لهم بالإنجيل من خلال أفعالك؟

الصلاة

أبي، أشكرك من أجل محبتك العظيمة ، إذ وضعت ابنك وحيدك لأجلي. سيدي يسوع، أشكرك من أجل التنازل عن حياتك لأجلي. في اسمك، أصلي، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6