Tue | 2017.Mar.28

رثاء مصر

حزقيال 32 : 1 - 32 : 16


(تأمل) الأسد و وحش البحر
١ وَكَانَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ عَشَرَةَ، فِي الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ، أَنَّ كَلاَمَ الرَّبِّ صَارَ إِلَيَّ قَائِلاً:
٢ «يَا ابْنَ آدَمَ، ارْفَعْ مَرْثَاةً عَلَى فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ وَقُلْ لَهُ: أَشْبَهْتَ شِبْلَ الأُمَمِ وَأَنْتَ نَظِيرُ تِمْسَاحٍ فِي الْبِحَارِ. انْدَفَقْتَ بِأَنْهَارِكَ، وَكَدَّرْتَ الْمَاءَ بِرِجْلَيْكَ، وَعَكَّرْتَ أَنْهَارَهُمْ.
٣ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنِّي أَبْسُطُ عَلَيْكَ شَبَكَتِي مَعَ جَمَاعَةِ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ، وَهُمْ يُصْعِدُونَكَ فِي مِجْزَفَتِي.
٤ وَأَتْرُكُكَ عَلَى الأَرْضِ، وَأَطْرَحُكَ عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ، وَأُقِرُّ عَلَيْكَ كُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ، وَأُشْبعُ مِنْكَ وُحُوشَ الأَرْضِ كُلَّهَا.
٥ وَأُلْقِي لَحْمَكَ عَلَى الْجِبَالِ، وَأَمْلأُ الأَوْدِيَةَ مِنْ جِيَفِكَ.
٦ وَأُسْقِي أَرْضَ فَيَضَانِكَ مِنْ دَمِكَ إِلَى الْجِبَالِ، وَتَمْتَلِئُ مِنْكَ الآفَاقُ.
٧ وَعِنْدَ إِطْفَائِي إِيَّاكَ أَحْجُبُ السَّمَاوَاتِ، وَأُظْلِمُ نُجُومَهَا، وَأُغْشِي الشَّمْسَ بِسَحَابٍ، وَالْقَمَرُ لاَ يُضِيءُ ضَوْءَهُ.
٨ وَأُظْلِمُ فَوْقَكَ كُلَّ أَنْوَارِ السَّمَاءِ الْمُنِيرَةِ، وَأَجْعَلُ الظُّلْمَةَ عَلَى أَرْضِكَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
٩ وَأَغُمُّ قُلُوبَ شُعُوبٍ كَثِيرِينَ عِنْدَ إِتْيَانِي بِكَسْرِكَ بَيْنَ الأُمَمِ فِي أَرَاضٍ لَمْ تَعْرِفْهَا.
١٠ وَأُحَيِّرُ مِنْكَ شُعُوبًا كَثِيرِينَ، مُلُوكُهُمْ يَقْشَعِرُّونَ عَلَيْكَ اقْشِعْرَارًا عِنْدَمَا أَخْطِرُ بِسَيْفِي قُدَّامَ وُجُوهِهِمْ، فَيَرْجِفُونَ كُلَّ لَحْظَةٍ، كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى نَفْسِهِ فِي يَوْمِ سُقُوطِكَ.
كبرياء مبعثر
١١ « لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: سَيْفُ مَلِكِ بَابِلَ يَأْتِي عَلَيْكَ.
١٢ بِسُيُوفِ الْجَبَابِرَةِ أُسْقِطُ جُمْهُورَكَ. كُلُّهُمْ عُتَاةُ الأُمَمِ، فَيَسْلُبُونَ كِبْرِيَاءَ مِصْرَ، وَيَهْلِكُ كُلُّ جُمْهُورِهَا.
١٣ وَأُبِيدُ جَمِيعَ بَهَائِمِهَا عَنِ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ، فَلاَ تُكَدِّرُهَا مِنْ بَعْدُ رِجْلُ إِنْسَانٍ، وَلاَ تُعَكِّرُهَا أَظْلاَفُ بَهِيمَةٍ.
١٤ حِينَئِذٍ أُنْضِبُ مِيَاهَهُمْ وَأُجْرِي أَنْهَارَهُمْ كَالزَّيْتِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
١٥ حِينَ أَجْعَلُ أَرْضَ مِصْرَ خَرَابًا، وَتَخْلُو الأَرْضُ مِنْ مِلْئِهَا. عِنْدَ ضَرْبِي جَمِيعَ سُكَّانِهَا يَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.
١٦ هذِهِ مَرْثَاةٌ يَرْثُونَ بِهَا. بَنَاتُ الأُمَمِ تَرْثُو بِهَا. عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُلِّ جُمْهُورِهَا تَرْثُو بِهَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».

(تأمل) الأسد و وحش البحر( ٣٢: ١- ١٠)
يرفع حزقيال صوته بمرثاة لمصر. تُوصف مصر أولا بأنها أسد، صورة قوية ترمز إلى الولاء. لكن تُقارن مصر في معظم المرثاة بوحش البحر الشرير الذي تأتي نهايته المميتة. يُوقع الرب بهذا الوحش الرهيب في شباكه و يجره خارج المياه و إلى اليابس. حيث يسهُل مهاجمته، و هذا الذي كان مخلوقا كبيرا، يصبح طعاما للطيور و الحيوانات المتوحشة. ترسم هذه المرثاة صورة جرافيتية لمستقبل مصر المحكوم عليه بالفشل. : ستلتهمها القوى الأجنبية، التي ستتغذى على عظمتها السابقة. سيكون الدم عظيما للدرجة أنه سيصيب قلوب السامعين بالفزع.

كبرياء مبعثر( ٣٢: ١١- ١٦)
يعلن حزقيال أن مصر ستسقط على أيدي البابليين "أكثر الشعوب قساوة" ( عدد١٢). لكن هذا لا يعني أن ملك بابل هو من يسيطر على المشهد هنا، بل يستخدمه الله كسيف ليسقط به مرتفعات جيش مصر. سوف ينزع الحياة من كل الأرض، و مع عدم وجود أي كائن حي ليشرب أو يأكلمن النيل، ستجري المياه دون أن يزعجها أحد. يدع الله كل هذه الأمور تحدث ، فيعرف الشعب أنه الرب. و سترى مصر و إسرائيل و كل الأمم أن هذا الانتصار يخص الرب فقط .

التطبيق

هل هناك أي قوى عالمية تصيب قلبك بالخوف؟ تذكر أن قوة الله بلا حدود و أقوى من أقوى و أرهب القوى التي في هذا العالم.
فيما تضع آمانك؟ هل تضعه في مدخراتك، في قوتك الجسدية، أم في الأصدقاء و العائلة؟ كيف يمكن أن تنمو في اعتمادك على الله؟

الصلاة

يا إلهي، علّم قلبي أن يتخلّى عن ما يعتمد عليه في هذا العالم و يثق في شخصك أكثر. لأتعلق فقط بالخلاص الذي تقدمه من خلال ابنك، سيدي يسوع المسيح. في اسمه أصلي، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6