مَنِ هو المسيح بالنسبة لك؟(جزء2)


دراسات لاهوتية

"مَنِ هو المسيح بالنسبة لك؟"(جزء 2)

القراءة الكتابية:(مت16: 13ــ19)

وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ قِائِلاً:«مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» فَقَالُوا:«قَوْمٌ: يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ: إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ: إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». قَالَ لَهُمْ:«وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ:«أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!». فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«طُوبَـى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنـِــي كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ.

س1. "أنا شخص مسيحي وَلديَّ شكوك حول:هل المسيح هو الله أن المسيح هو مُجرد إنسان عادي كسائر

      البشر عاش على الأرض؟ أو كنبي من الأنبياء أو رسول كباقي الرسل؟ وَلِماذا قالوا عنه:"أليس هذا

      هو ابن يوسف ومريم وأخوته وأخواته عندنا؟" وكيف تُثبت لي كشخص مسيحي أن المسيح هو ابن لله؟

ج . كل هذه التساؤلات كانت في وقت وجود يسوع المسيح على الأرض بالجسد ومازالت سواء من

    المسيحيين وغيرهم والجواب الكتابي كالتالي:

1.    مركز المسيح في الثالوث الأقدس

أ‌.   (يو1:1، 2)فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ(يسوع)، وَالْكَلِمَةُ(يسوع)كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ(يسوع) اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. نرى في هذا العدد أمور كتابية جوهرية كالتالي:   

                       i.    كلمة"فِي الْبَدْءِ"في سفر التكوين(1: 1)هي بداية زمن خلق الخليقة وهي بالعبري{بَراشيت}بينما في إنجيل يوحنا(1: 1)فالبدء يُعني ما قبل الخلق والزمن والتاريخ وهذا دليل إثباتي بأن يسوع المسيح غير مخلوق وأيضاً ليس مثل باقي البشر المحدودين بالزمان والمكان. 

                      ii.     وعندما يقول:"كَانَ الْكَلِمَةُ"إثبات بأن المسيح يسوع هو الأزلي الذي كان خارج الزمن والآن"وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا"أي أنه بالتجسد دخل يسوع الزمن ولكن لم تخلو السماء منه(يو3: 13)وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.

                     iii.    وأيضاً عندما يقول:"وَالْكَلِمَةُ(يسوع)كَانَ عِنْدَ اللهِ"أي أن المسيح يسوع في طبيعة الله الأزلي الأبدي القدوس المُنزه عن كل شر وشبه شر ولكن بالتجسد(يو1: 14) "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا"أي أن المسيح يسوع في طبيعة الإنسان لأجل الفداء.

                                                               iv.            وفي قوله:"وَكَانَ الْكَلِمَةُ(يسوع)اللهَ"وهذا يُعني أن المسيح حالُّ في الله(يو1: 14)وَحَلَّ بَيْنَنَا.

ب‌.  (يو1: 18) اَلله لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ. تتحدث هذه الآية أن الشخص الوحيد الذي لديهِ علاقة قوية ومعرفة كاملة عن الله فالمسيح هو الإعلان الكامل عن الله فهو الرسالة والمُرسل في آنٍ واحد.

ت‌. (1كو1:24؛ كو2: 3)تتحدث هذه الآيات عن المسيح الأقنوم الثاني في الثالوث والمسيح يُعتبر أقنوم المعرفة والحكمة وهذا دليل على أن المسيح هو عقل الله بمعنى المسيح موجود في الله منذ الأزل وإلى الأبد.     

2.    بِنُوة المسيح الفريدة والخاصة للآب السماوي

1.  (عب1: 1ـ3) اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَبِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ، الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي.  هذه الآيات تتحدث لنا بأن المسيح يسوع من ذات جوهر وطبيعة الله لأنّ بنوة المسيح ليست عادية كباقي البشر في الحقيقة هو صارَ بشراً ولكن هو مُختلف تماماً عن سائر البشر لأنه ضياء الله الآب وجوهره الداخلي الذي عكس قلبه بمحبتهِ لنا. 

2.  (مت3: 16و17؛ لو3: 21و22؛ يو1: 32ـ34)وهذه الآيات تُحدثنا وقت معمودية شخص الرب يسوع المسيح في نهر الأردن ويوحنا المعمدان يَرىّ(يو1: 32)«إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. وأيضاً يوحنا المعمدان يَشهد(يو1: 34)«وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هذَا هُوَ ابْنُ اللهِ». وأيضاً نسمع الشهادة العطيمة على لسان الله الآب(لو3: 22)«أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ، بِكَ سُرِرْتُ». وهنا نرى تأكيد على البنوية الفريدة والشخصية التي جعلت قلب الآب يُسر وفي(مت3: 17)وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً:«هذَا هُوَ ابْنـِــي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ». وهنا نرى التخصيص لاعظم ابن في كل الوجود وهذه الشهادة فيها تأييد من النواحي التالية:

أ‌.       السماوات انفتحت ونرى فيها تكريم وتمجيد للابن

ب‌.   نزول واستقرار الروح القدس على الابن ونرى فيه تأييد في الخدمة  

ت‌.   شهادة من الآب ونرى فيه دليل على عظمة الابن عنده.    

3.  (مت17: 1ـ7)ونرى حادثة التجلي وسبب الصوت الذي جاء من السماء للتلاميذ فما الذي حدث على الجبل؟

1.     تغيرت هيئة المسيح يسوع الخارجية

2.     أضاء وجه المسيح يسوع قدام التلاميذ كالشمس

3.     ثياب المسيح يسوع كانت تلمع كالنور

4.     ظهور مع المسيح يسوع كلا من: موسى وإيليا

5.     السحابة تُظلل كل الذين على الجبل

6.  الصوت الآتي من السماء تكريماً للابن، ولكي يُعلن الآب شهادة عظيمة للابن لأن المسيح يسوع يستحق المجد والإكرام الذي يستحقه الله ذاته، وهذا إثبات لنا بأن شخص المسيح ليس ابناً عادياً كسائر البشر والصوت بصيغة الأمر:«هذَا هُوَ ابْنـِــي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا».فالذي يسمع لله يسمع للمسيح أيضاً.  

4. (يو20: 30و31) «وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ َأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ». ماذا يقصد الرسول يوحنا بكلمة"وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً"وماذا يقصد بكلمة"أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ"أن بنوة المسيح ليست عادية بل هي بنوة أزلية أبدية منذ الأزل وإلى الأبد وليست جسدية لها بداية ونهاية البشر وبُنوة المسيح توضح أنه الله وهذه البُنوة تُعطي لنا الحياة.   

5.  (مت26: 63) وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتًا. فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ:«أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَــنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟» عندما استحلف رئيس الكهنة يسوع عن نوع البنوة التي تَخُصه لم يُنكر يسوع ذلك والسبب لأن بنوته ليست عادية مثل باقي البشر بل هي بنوة خاصة وفريدة من نوعها.  

6.  ما معنى أن رئيس الكهنة يستحلف المسيح؟ لأن بُنوة المسيح ليست عادية مثل باقي الناس بل هي بُنوة خاصة وفريدة.

7. (مت26: 64ـ65)قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَــكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ». فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلاً:«قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ. يوجد في العددين دليل إثباتي بأن بنوة المسيح تختلف عن بنوة البشر في أمرين هما:

1.     جلوس المسيح عن يمين القوة وهو مكان الرفعة والكرامة والمجد والمكان الخاص للشخصية الفريدة

2.    مجيء المسيح مرة أخرى على السحاب. 

8.  (مت4: 3)فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ:« :«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». هل الشيطان يجهل شخصية الرب يسوع! كلا ففي إخراج الرب يسوع الشياطين أثناء خدمتهِ التجوالية كانت الشياطين تعرف مَنْ هو يسوع! وَلكن الشيطان يعرف أن بنوة يسوع المسيح لها القدرة المعجزية الخارقة لتحول الحجارة إلى خبزٍ وَلكن شخص الرب يسوع لم يستخدم ذلك وقتها لأنه الآن وقت الامتحان في البرية.

 

الـخـتــام

             إن شخص الرب يسوع الابن الوحيد، وتمتاز هذه البنوية بأنها فريدة من نوعها وتختلف عن كل إنسان لأنها أزلية أبدية فالسماء شَهِدت بأن شخص المسيح في علاقته مع الله الآب هي علاقة مميزة ودائمة، وكون المسيح يتجسد في صورة إنسان لا يُعني بأنه فَقدَ امتيازته الإلهية وصار أقلاً من الله مرتبة حاشا.

          تجسد المسيح هو فخر واعتزاز روحي وشخصي فنحن قد رأينا شخص الله الآب في المسيح يسوع ومن خلالها استطاع أن يدفع الثمن الإلهي عن البشر ويرفع غضب الله ويعطينا الحياة.

         لذا علينا أن نفرح ونتهلل فنحن نتبع إله حي ونحن أيضاً سنحيّا معه، وبالتجسد استطاع شخص الرب يسوع أن ينتصر على الشيطان والموت وينقلنا إلى ملكوت ابن محبتهِ. 

 



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6