العظة الثانية - هل أنا مطيع لكلمة الرب؟


العظة الثانية

2 . هل أنا مطيع لكلمة الرب؟

(متى 31:25ـ46)

مساء الخير يا أحبائي أخوة الرافدين الدجلة والفرات. لقد زرت بلادكم في يوم 14/مايو إلى 21 مايو سنة 2001. وكانت ضيافة العراقيين رائعة جدا وممتازة. كذلك أنا سمعت أن من خلال المعانات بالحصار لمدة عشر سنوات تطورت إمكانيات الشعب العراقي في الانتاج والبناء والصناعة. مثلا قبل الحصار لم يحاول كثير من العراقيين أن يطوروا إمكانياتهم في الصناعة والبناء ولكن بنوا برج صدام الحسين وغيرها من المبانيء والجسور بدون أي معونة من خارج البلاد. ووجدنا أن الشعب العراقي يحب الكوريين لأنهم يتعاطفون معهم. فالرب يحب كل الناس في العالم.

 

في العهد القديم كان الشعب يتذكر الرب في فترة المعانات والضيقات، وأيضا في خلال هذه الظروف رجع كثير من الشعب الى الرب وتابوا. وأهم شيء في المعانات هو الطاعة أو عدم الطاعة. الرجاء دعونا نفكر الآن في مثل هذه الأسئلة هكذا: هل أنا مطيع لكلمة الرب؟ هل أنا أصغي لصوت الرب؟

 

في اليوم الرابع من المؤتمر ذهبنا الى دير الشيخ حيث رأيت الخراف والجداء يقفون معاً في مكان واحد. متى حيث.

 فموضوع اليوم بحسب(مت25: 31ـ45):"هو دينونة الجداء ومحاسبة الخراف".

أولا: الخراف والجداء يتعايش معا في مكان واحد: نحن نعيش في العالم ولكننا لسنا من العالم.

 ولاحظت أيضاً أن الخروف ينحني رأسه الى أسفل. أما الجداء فهو يرفع رأسه وينظر حوله. هل أنا منحني(متواضع)برأسي أمام الله أو رافع رأسي أمام الناس؟ من هو الشخص الذي يحب الرب؟

والمعروف أن الخراف ترمز الى الوداعة والطاعة، وإنما الجداء ترمز الى العناد والعصيان. ياتري هل أنا مثل الخراف أم مثل الجداء؟

 

يتحدث(مت24)عن الضيقة العظيمة ومجيء المسيح ثانية، بينما في(مت25)يذكر مَثل العشر عذارى ويركز فيه على الاستعداد الروحي للمجيء الثاني. نعم يسوع المسيح سوف يأتي عن قريب، ولكن بعض الناس حتى الآن لم يستعدوا الاستعداد الروحي(مت25: 1ـ13)، بينما(مت25: 14ـ30)يتحدث عن مَثل الوزنات الذي من خلاله يركز على كيفية استثمار أوقاتنا وقدراتنا ومواهبنا في خدمة الرب خدمة كاملة لأن الذين لا يستثمرون لملكوت الله لا يُكافأوا في ملكوت الله. 

 

نري(مت25: 1ـ3)هذه الأعداد تشير الى دينونة اسرائيل خاصة، بينما(مت25: 31ـ45)فهذه الأعداد تشير إلى دينونة الأمم. وتترجم كلمة "ethne" في العدد 32 بلفظة "الشُّعُوبِ" لكن بالامكان ترجمتها أيضا بكلمة "الأمم". ويعتقد بعض المفسرين أن هذا المقطع يصف دينونة الأفراد من الأمم. فمتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه وفئات الشعب تجتمع على انفراد للقضاء. فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ، فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ.  

 

ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِـــي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِـي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِـي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِـي. 

 

وقال الرب في(مت25: 40) فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِــي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ.

كان واحد من عائلة المؤمنين الكوريين استقبل ولد من الشارع الى بيته، ولكن هذا الغريب أو الضيف لم يستحم لمدة طويلة ورائحة تجعل الشخص يُصاب بالغثيان الشديد، ولكن هذا الشخص قام بغسل جسم هذا الولد وهو يفكر أن هذا الولد يمكن أن يكون هو الرب يسوع. بما أنك فعلته بهذا الولد الصغير، فبالرب فعلت.

فأي شخص إذاً يطلب المساعدة هل يمكن أن نفكر: هل هذا الشخص مرسل من الرب؟ أو كما قال الرب لنا: "بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِــي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ".

مرة أخرى أسألك: هل أمور حياتك بحسب إرادة الله؟ هل تفكر في إطاعة الله الآب؟هل فكرت في احتياجات الذين في العراق؟ كم مرة صليت لهم ولخلاص نفوسهم؟ اليوم التحدي الكبير أمامنا لكي نجاوب:«وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟»(لو10: 29). مَنْ هو السامري؟ الذي تحنن وتقدم وضمد الجراحات وصب عليها زيتاً واعتنى بالشخص المصاب المجروح المتألم. ماذا قال يسوع في(لو10: 37)لنا: «اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضًا وَاصْنَعْ هكَذَا».   

فيجب علينا أن نحب جميع الناس ونخدم كل الناس سواء كانوا مؤمنين أو غير مؤمنين حسبما نستطيع، ونعاملهم كأن كل واحد منهم هو الرب يسوع . فاذا فعلت شيئا لشخص ما فأنت فعلته للمسيح. هل أنا أعامل الآخرين بحسب منظور بشري أم أطيع كلمة الله ,وأخضع له؟

ثانيا: استخدم يسوع الخراف والجداء ليبين الفرق بين المؤمنين وغير المؤمنين.

الخراف والجداء كثيرا ما ترعى معا ولكنها تعزل عن بعضها عندما يأتي موسم الجزاز. فينبغي أن نميز بين كرسي المسيح ودينونة العرش العظيم الأبيض فالوقوف أمام كرسي المسيح يحدث بعد الاختطاف لمحاسبة المؤمنين ومكافأتهم(رو14: 10) وَأَمَّا أَنْتَ، فَلِمَاذَا تَدِينُ أَخَاكَ؟ أَوْ أَنْتَ أَيْضًا، لِمَاذَا تَزْدَرِي بِأَخِيكَ؟ لأَنَّنَا جَمِيعًا سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ.

أما دينونة العرش العظيم الأبيض فتحدث في الأبدية إذ يحاكم الأشرار ويطرحون في بحيرة النار(رؤ20: 11ـ12) ثُمَّ رَأَيْتُ عَرْشًا عَظِيمًا أَبْيَضَ، وَالْجَالِسَ عَلَيْهِ، الَّذِي مِنْ وَجْهِهِ هَرَبَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ، وَلَمْ يُوجَدْ لَهُمَا مَوْضِعٌ! وَرَأَيْتُ الأَمْوَاتَ صِغَارًا وَكِبَارًا وَاقِفِينَ أَمَامَ اللهِ، وَانْفَتَحَتْ أَسْفَارٌ، وَانْفَتَحَ سِفْرٌ آخَرُ هُوَ سِفْرُ الْحَيَاةِ، وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ. 

هكذا يمضي الجداء الى عذاب أبدي وأما الخراف فالى حياة أبدية. ويجب الانتباه هنا أن هذا النص لا يتعلق بالتعليم عن الخلاص بالأعمال، فالكتاب المقدس بأكمله يشهد بأن الخلاص هو بالايمان وليس بالأعمال(أف2: 8ـ9)لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ.

ولكن الكتاب المقدس يشدد كذلك على أن الايمان الحقيقي ينتج أعمالا صالحة فيضع الملك الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار ثم يدعو الخراف ليدخلوا الملكوت المعد لهم منذ تأسيس العالم. آمين  نحن متأكدون بان ندخل  السماء الجديدة والأرض الجديدة.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6