الفصل الرابع - مجد الفداء


الفصل الرابع - مجد الفداء

 

 

ب.  مجد الفداء

 

تزوجت راعوث بوعز بسبب محبته لها، ولأنه المثال الوحيد في العهد القديم عن الوليّ العبراني. ولذلك فهو صورة واضحة لربنا يسوع المسيح، الذي دخل إلى عائلة الإنسان ليصبح وليّنا وقريبنا الذي أحبنا، ودفع الثمن الغالي. وهذا يؤهلنا بأن نكون عروساً له، مما يجعلنا أن نقدم له الشكر الدائم.

  

1.  بركات الشيوخ والشعب

 11فَقَالَ جَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِينَ فِي الْبَابِ وَالشُّيُوخُ: «نَحْنُ شُهُودٌ. فَلْيَجْعَلِ الرَّبُّ الْمَرْأَةَ الدَّاخِلَةَ إِلَى بَيْتِكَ كَرَاحِيلَ وَكَلَيْئَةَ اللَّتَيْنِ بَنَتَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. فَاصْنَعْ بِبَأْسٍ فِي أَفْرَاتَةَ وَكُنْ ذَا اسْمٍ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. 12وَلْيَكُنْ بَيْتُكَ كَبَيْتِ فَارَصَ الَّذِي وَلَدَتْهُ ثَامَارُ لِيَهُوذَا، مِنَ النَّسْلِ الَّذِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ مِنْ هذِهِ الْفَتَاةِ»( را 11:4-12).

 

فالشيوخ والشعب باركوا بوعز عند باب المدينة، وكانوا شهوداً لقراره، بدلاً من أن يحتقروه لأنه تزوج امرأة موآبية، غريبة عن شعب الرب. ولكن بوعز وضح أن فداء الممتلكات، يتضمن أيضاً فداء راعوث، فهي الوحيدة التي يمكنها أن تنجب وارثاً للممتلكات. بعد أن تزوج بوعز من راعوث فقد فدّى الأرض. وبزواجه منها حملت اسمه، وجميع حقوقه الأخرى، وانضمت إلى شعب إسرائيل وإلى جماعة الرب، التي كانت قد اختارت أن تعبده وتخدمه. فالرب أعطانا سلطانه لكي نبارك الآخرين. على سبيل المثال: بارك إبراهيم ابنه اسحق واسحق بارك ابنه يعقوب، ويعقوب أيضاً بارك الإثني عشر سبطاً. فالوالد يبارك أبناءه، لذلك علينا أن نبارك الآخرين، لأن البركة نعمة من الله.(إر 7:29) 7وَاطْلُبُوا سَلاَمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي سَبَيْتُكُمْ إِلَيْهَا، وَصَلُّوا لأَجْلِهَا إِلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ بِسَلاَمِهَا يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ. وأيضاً(رو 14:12)14بَارِكُوا عَلَى الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ. بَارِكُوا وَلاَ تَلْعَنُوا. وأيضاً (متى 10: 12 – 13)12وَحِينَ تَدْخُلُونَ الْبَيْتَ سَلِّمُوا عَلَيْهِ، 13فَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ مُسْتَحِقًّا فَلْيَأْتِ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ، وَلكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقًّا فَلْيَرْجعْ سَلاَمُكُمْ إِلَيْكُمْ.

نستنتج مما سبق، أنه عندما نبارك الآخرين، نحن أيضاً نُبارك. لذلك على المؤمنين أن يكونوا سبب بركة. عندما يغادر الأمريكان المكان يقولون "God Bless you " ومعناها باللغة العربية "الرب يباركك" وتعني هذه التحية ترك البركة والنعمة لك من الله. عندما سامح يوسف إخوته الذين باعوه كعبد للمصريين. قال لهم: "الآن ليس أنتم أرسلتموني إلى هنا بل الله .

 

4فَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «تَقَدَّمُوا إِلَيَّ». فَتَقَدَّمُوا. فَقَالَ: «أَنَا يُوسُفُ أَخُوكُمُ الَّذِي بِعْتُمُوهُ إِلَى مِصْرَ.5وَالآنَ لاَ تَتَأَسَّفُوا وَلاَ تَغْتَاظُوا لأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا، لأَنَّهُ لاسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِيَ اللهُ قُدَّامَكُمْ. وداود عندما واجه الضيقات والاضطهادات من الملك شاول لم ينتقم(تك 45: 4 ـ 5).

7فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «لاَ تَخَفْ. فَإِنِّي لأَعْمَلَنَّ مَعَكَ مَعْرُوفًا مِنْ أَجْلِ يُونَاثَانَ أَبِيكَ، وَأَرُدُّ لَكَ كُلَّ حُقُولِ شَاوُلَ أَبِيكَ، وَأَنْتَ تَأْكُلُ خُبْزًا عَلَى مَائِدَتِي دَائِمًا»(2صم 7:9).

 وقَبلَ مَفِيبُوشَثُ بن يوناثان بن شاول أن يأكل معه على مائدته دائماً. وأيضاً داود لم تفتر محبته لابنه أبشالوم رغم أنه ارتد عليه (2صم 33:18).

 ويسوع المسيح صلى للذين صلبوه على خشبة الصليب: "34فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». وَإِذِ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ اقْتَرَعُوا عَلَيْهَا." (لو34:23). وهذه صلاة بركة، لطلب الغفران لأعدائه. لذلك علينا أن نصلي للآخرين الذين يضايقوننا أو يضطهدوننا أو يكرهوننا.

في إحدى العائلات وبعد انتهاء حفل الزفاف، وقف والد العريس، وقال لعائلة العروس: "اليوم دخل إلى بيتي ابنتي الثانية". وهذه الكلمات أثرت في أهل العروس لأنهم كانوا يفكرون أن ابنتهم حزينة بسبب تركها لعائلتها. ولكن هذه الكلمات كانت بمثابة تشجيع للعروس ولأهلها، بأن ابنتهم لن تشعر بالوحدة والحزن، بل هي تعيش كأنها بين عائلتها نفسها. ولذلك الشعب والشيوخ الذين عند باب المدينة، باركوا بوعز وراعوث بكلمات فيها بركة. لذلك علينا أيضاً أن نبارك الآخرين ونكون سبب بركة وتشجيع لحياتهم.

 

 

البركة لراعوث لتكون كراحيل وليئة       

   فراحيل امرأة محبوبة ليعقوب. وخدم خاله لابان لمدة أربعة عشرة سنة حتى يتزوج بها. وثابر بصبر حتى أنه كان يرعى غنم خاله ليلاً ونهاراً. لأجلها وأيضاً كليئة لأنها أنجبت ليعقوب بنين كثيرين. فراعوث صارت لها كل البركة، فهي المحبوبة من زوجها. وأيضاً أنجبت جد يسوع المسيح.

 

 

البركة لبوعز ليكون ذا نفوذ وتأثير.                                                            

   بيت لحم مكان مبارك في العالم، لأن يسوع ولد هناك، ومن نسل داود بن يسى بن عوبيد بن بوعز. فبيت لحم قرية صغيرة تقع في ضواحي أورشليم، ولكن بسبب المرأة الموآبية، صارت بيت لحم مباركة من الله. وبيت بوعز بيت البركة فالشيوخ والشعب قالوا: "فاصنع ببأس في افراته وكن ذا اسم في بيت لحم". ولهذا السبب صارت بيت لحم، قرية مشهورة في العالم. لذلك عليك أن لا تحتقر نفسك ولا تزدري بها بالرغم من أنك تشعر بعدم قدرتك. فإذا باركك الرب ستصبح جبار بأس. والمكان الذي تسكن فيه سيكون مباركاً. 

 

«قُومِي اسْتَنِيرِي لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ. 2لأَنَّهُ هَا هِيَ الظُّلْمَةُ تُغَطِّي الأَرْضَ وَالظَّلاَمُ الدَّامِسُ الأُمَمَ. أَمَّا عَلَيْكِ فَيُشْرِقُ الرَّبُّ، وَمَجْدُهُ عَلَيْكِ يُرَى. 3فَتَسِيرُ الأُمَمُ فِي نُورِكِ، وَالْمُلُوكُ فِي ضِيَاءِ إِشْرَاقِكِ(إش 1:60-3).

 

هناك شخص ليس لديه نور، ولكن حينما يشرق الرب عليه، فمجده يظهر في حياته. لذا علينا أن نقوم وننير للعالم، ومن خلالنا تكون أرض الظلام نوراً ساطعاً.

 

 

البركة لبوعز كبيت فارص.       

 يهوذا أنجب فارص من ثامار، وهي زوجة ابنه. وهذا الزواج غير عادي، وفيه خزيٌ وعار في نظر المجتمع. ولكن الله أعطاه نعمة. وأيضاً سليمان كان ابناً  لبثشبع، وهي زوجة أوريا الحثي الذي أماته داود. وهذا الإنجاب يعتبر عاراً، ولكن سليمان صار ملكاً على إسرائيل. وإذا كان هذا الإنجاب يُنظر إليه بنظرة دنيئة من الإنسان، لكنه مُكرم من قبل الله بحسب خطته، ولذلك لا تنظر إلى الشكل الخارجي للآخرين.

وراعوث المرأة الغريبة ولكنها تأتي في سلسلة نسب المسيح. وتغيرت هويتها وحياتها أيضاً صارت بركة. والمرأة السامرية الزانية التي كان لها خمسة أزواج، كانت سبب بركة بعد أن قابلت يسوع المسيح، وأيضاً نالت مريم المجدلية نعمة الله، بالرغم من أنها أصيبت بسبعة أرواح نجسة، قبل أن تحصل على الخلاص(لو 7: 36 – 50). وقصة المرأة الخاطئة التي بكت أمام يسوع المسيح، وبدأت تبلل قدميه بالدموع، وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتُقبل قدمي يسوع وتدهنهما بالطيب وحينها أخذ الناس من حولها يتحدثون عنها، ولكن الرب يسوع غفر خطاياها. فنحن نعرف أن يسوع ربنا يغفر لنا ويحبنا ويرفعنا، بالرغم من أننا نسبب العار بخطايانا له. فالكنيسة عليها أن تخدم المنبوذين من المجتمع والفقراء، ولا تحتقر أحداً منهم. فإذا ميزت الكنيسة أشخاصاً عن الآخرين، تعتبر كارثة روحية. لذلك على المؤمنين أن ينظروا إلى الناس، بنظرة تختلف عن نظرة العالم لهم، ولذلك لا نفعل كما يفعلون. وسبب ذلك هو أنه عندما يتدخل الله، فكل شيء يتغير، لأن نعمة الله تزداد لمن يتواضع تحت يديه، فعلينا أن نتواضع مثل الخطاة. نالت راعوث نعمة كريمة بسبب بوعز، لذلك علينا أن ننظر إلى ربنا يسوع المسيح فقط.

 

2. الزواج المبارك (را 4:13- 17) 

 

    بعد أن تزوج بوعز وراعوث تغير كل شيء الآن، لقد كانت راعوث الغريبة تلتقط بإحدى الأيام في حقول بوعز، لتحصل على قليل من الطعام، والآن صارت زوجة لهذا الرجل الغني والعظيم الذي يمتلك هذه الحقول، وبالتالي صار كل ما يمتلكه من بيت وحقول ملكاً لها أيضاً. فراعوث نالت السعادة من بوعز.

 

12شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، 13الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، 14الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا. 15الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. 16فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. 17الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ( كو 1: 12ـ 17).

 

فالله نقلنا من مملكة الظلمة، إلى ملكوت ابن محبته يسوع المسيح، وهو كَفر عن خطايانا وستر عار حياتنا، لأن الله موجود قبل أن يخلقنا، وكل الخليقة صارت فيها الحياة به. كذلك أيضاً يسوع المسيح هو رجاؤنا الوحيد. وهناك ترنيمة كورية تقول:

 

أسمى اسم في الأرض والسموات هو يسوع المسيح المخلص، كما هو مكتوب على خشبة الصليب "ملك اليهود، ولكنه بالفعل هو مليكنا" فهو حي إلى الأبد، وهو الرجاء لكل الخطاة. وباسمه يباركنا من الماضي والحاضر إلى الأبد".

 

دعونا نحلم في المسيح حلماً كبيراً، فالناس في العالم يحلمون أحلام الخيال والغرور، ولكنها لن تتحقق في المستقبل. ولكن حينما نحلم بيسوع المسيح، فهو يملأنا بنعمته التي لا قياس لها؛ لأن يسوع المسيح لديه الغنى الوفير والبركة المتوافرة دائماً، فكل أولاد الله لديهم ميزات كثيرة مثل: كلمة الله، النعمة، الخلاص، والكنيسة، والشركة مع الرب يسوع المسيح، فإذا تفوه شخص بغير هذه الكلمات، تعتبره مؤمناً غير حقيقي. فيقول:

 

7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»! (غلا1: 7 – 8) .

 

 فلذلك أي شخص يبشر بإنجيل آخر غير إنجيل المسيح فهو ملعون. يوجد بعض المؤمنين الذين يقولون يا ليتني أربح شيئاً من العالم غير يسوع المسيح. ولكن هذا يؤدي إلى فقدان العلاقة مع ربنا. فأقول لكم: إذا قبلت يسوع المسيح، ولم تجد شيئاً في حياتك، فاعلم أن يسوع المسيح هو الأهم من كل شيء. فبعض الإخوة يتجولون في جبل الصلاة، وهو جبل يصلي عليه المؤمنون في كوريا كل يوم من الصباح إلى المساء، ولا يحضرون إلى الكنيسة المنتمين إليها، فأنا أريد أن أوضح لكم، أن الرب لم يبن جبل الصلاة بل جسده، أي كنيسة يسوع المسيح. فالجبل لكي نصلي عليه، ولكن لا تفتش عن أي شيء سوى كنيستك، لأنها تكفي لك. ولا تنتقل من كنيسة إلى أخرى، فالراعي لا يعطي إقناعاً لكل شخص فيها، ولكن يسوع المسيح يعطينا كل ما نحتاج إليه. فإذا كان لديك عدم الرضى عن راعي كنيستك، فأنت لا بد أن تسعى نحو يسوع المسيح هو يعطيك نعمته وبركته مثل بوعز.

 

3. ثمار البركة

 

"13فَأَخَذَ بُوعَزُ رَاعُوثَ امْرَأَةً وَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَأَعْطَاهَا الرَّبُّ حَبَلاً فَوَلَدَتِ ابْنًا(را 13:4).

 

راعوث ولدت ابناً ودعي عوبيد، فالله الذي أعطاها هذه العطية، وتمت النبؤات التي قالها الشيوخ والشعب. وهي نالت هذا الشرف بابنها، نتيجة ثمار البركة. فالأولاد ميراث من عند الله كما ذكر (مز 3:127)"3هُوَذَا الْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، ثَمَرَةُ الْبَطْنِ أُجْرَةٌ". وأيضاً إبراهيم أنجب اسحق، كما وعد الله بالرغم من أن عمره كان مئة سنة، فقد قالت سارة زوجته:

 

6وَقَالَتْ سَارَةُ: «قَدْ صَنَعَ إِلَيَّ اللهُ ضِحْكًا. كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ يَضْحَكُ لِي»(تك 6:21).

 

 وهذا علامة الفرح. ونحن عندما نربح نفوساً جديدة ليسوع المسيح، فهم يكونون أولاداً روحيين لنا. وبولس كمثال في هذا الاتجاه. لم يتزوج ولكن لديه الكثير من أولاده في الإيمان.

 

 مباركة النساء لها

 

14فَقَالَتِ النِّسَاءُ لِنُعْمِي: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي لَمْ يُعْدِمْكِ وَلِيًّا الْيَوْمَ لِكَيْ يُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيلَ (را 14:4).

 

عندما رجعت نُعمِىِ من موآب لبيت لحم، لم يساعدها أحد. ولكن الآن النساء في بيت لحم، يباركن نعمِى بعدما ولدت راعوث ابنها، وليس من السهل أن يبارك الشخص الآخر في حالته التعيسة، ولكن عندما نبارك الآخرين، ترجع هذه البركة والسلام إليك.

 

"15وَيَكُونُ لَكِ لإِرْجَاعِ نَفْسٍ وَإِعَالَةِ شَيْبَتِكِ. لأَنَّ كَنَّتَكِ الَّتِي أَحَبَّتْكِ قَدْ وَلَدَتْهُ، وَهِيَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ سَبْعَةِ بَنِينَ(را 15:4).

 

 وهنا التعبير الرائع المجازي، بأن راعوث خير من سبعة بنين، ربما كانوا سيصبحون لنعمِى، وتباركت هذه العجوز بسبب راعوث. وأيضاً الله يتمجد من خلالها، ونحن لا بد أن نمجد الله الآب من خلال يسوع المسيح، ونكون أشخاصاً ممدوحين يحسدنا الناس على ما نحن فيه.

 

 

صاروا أجداداً مباركين

16فَأَخَذَتْ نُعْمِي الْوَلَدَ وَوَضَعَتْهُ فِي حِضْنِهَا وَصَارَتْ لَهُ مُرَبِّيَةً. 17وَسَمَّتْهُ الْجَارَاتُ اسْمًا قَائِلاَتٍ: «قَدْ وُلِدَ ابْنٌ لِنُعْمِي» وَدَعَوْنَ اسْمَهُ عُوبِيدَ. هُوَ أَبُو يَسَّى أَبِي دَاوُد(را 4: 16 – 17).

َ

أجمل لحظة لدى النساء، هي عندما يحضن الولد بين ذراعهن كما ذُكر في(را 4: 18 – 22) «قَدْ وُلِدَ ابْنٌ لِنُعْمِي» " لأن النسب عند اليهود ذو أهمية كبرى.

 18وَهذِهِ مَوَالِيدُ فَارَصَ: فَارَصُ وَلَدَ حَصْرُونَ، 19وَحَصْرُونُ وَلَدَ رَامَ، وَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ، 20وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ، وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ، 21وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ، وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ، 22وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى، وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ.

 

ومن نسل داود جاء المخلص يسوع المسيح. ونجد ذكر نسب يسوع المسيح في(مت 1: 1ـ 5) 1كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ: 2إِبْراهِيمُ وَلَدَ إِسْحاقَ. وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ. 3وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ. وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ وَلَدَ أَرَامَ. 4وَأَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ. وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ. وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ. 5وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ. وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ. وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى. 6وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ الْمَلِكَ. وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا.

 

 وهذا إنجاز مخطط الله العجيب من امرأة أممية. ودخلت راعوث في نسب يسوع المسيح الروحي هللويا.

 

 حصلت على السعادة الحقيقية.

أخذت راعوث السعادة والبركة بعد ما قابلت بوعز، وهذا يعني أننا أيضاً نكون مع يسوع المسيح في السماء، ونتمتع بالحياة الأبدية. والترنيمة الكورية تقول:

 

"هوذا بيتنا جميل، والسماء مقدس، ونحن هناك نمجده إلى الأبد".

 

لم يدرك أليمالك أسباب الجفاف، وذهب إلى موآب حيث مات ودفن، وتزوج ابناه من امرأتين موآبيتين وأيضاً ماتا. وصارت هذه العائلة متروكة مهملة، ولكنها محروسة من الله. وحينما سمعت وهي في موآب، أن الله افتقد شعبه في بيت لحم، فرجعت نعمِى وراعوث في أيام الحصاد، وفي منتصف الطريق لبيت لحم، رجعت عرفة إلى بلاد موآب، ولكن راعوث التصقت بحماتها، وهذه هي الخطوة الأولى على طريق البركة في حياتها. وعملت في الحقول بالتقاطها السنابل في أرض غريبة، حيث قابلت هناك بوعز. فالحقول تعطي صورة للكنائس المتعددة، والتقاط السنابل يرمز إلى الولاء. ولذلك كل شخص عليه أن يقدم الولاء ليسوع المسيح، وبالتالي يحصل على بركة الله، كراعوث مع بوعز. فنحن خطاة أمميون كراعوث ولسنا مستحقين لنعمة الله. ولكن حينما قابلنا يسوع المسيح باركنا. لذا يجب علينا الالتزام بالحضور إلى الكنيسة التي ننتمي إليها، وحينما بالإيمان نقبل كلمة الله ونختبره ونصير معه، نكون مثل راحيل أو ليئة، وأيضاً نكون مثل بيت لحم أي بيت الخبز والشبع.         ............................................................ آمين.  



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6