سفر راعوث - نظرة عامة عن السفر


سفر راعوث - نظرة عامة عن السفر

 

اسم السفر جاء من الشخصية الرئيسة له وهي راعوث، وبحسب قاموس إكسفورد العبري، يأتي معنى راعوث: "صديق" أو"صاحبة". وتُعني "صداقة" باللغة العبرية. ولا توجد براهين تدل على هوية كاتب السفر.

 

       ومن الأرجح أن تاريخ الكتابة كان بعد زمن القضاة من 1375ــ 1050 ق . م. لأن خلفية هذا السفر، كان في عصر القضاة. ولكن في نهاية السفر، يذكر كلمة داود، وهذا يَعني أنه كُتبَ في عصر داود. ومن خلاله نقف على عادات وتقاليد يهودية قديمة مثل: كلمة » ذو قرابة« تعطينا صورة عن يسوع المسيح ربنا بأننا نحن أعضاء جسده. وكلمة » القريب الولي«، هي صورة لنا نحن » قريباً وولي « من الرب يسوع المسيح، الذي مع أنه الله جاء إلى العالم كإنسان لكي يخلصنا وبموته على الصليب فدانا من الخطيئة وهكذا اشترانا؛ لنكون مِلكاً خاصاً له بحسب(بطرس 1 : 19.18). وفي هذا الرجاء ضمان لميراثنا الأبدي.

 

1.     هذا السفر يُبين لنا الإيمان المتحرر والمرتفع. عندما نرى عائلة أليمالك أنها خرجت إلى العالم بسبب ضُعف الإيمان، إلا أنها رجعت فيما بعد ونالت نعمة الله، وبدأت حياة جديدة. فالرب بارك بنعمته الغنية نُعِميِ وراعوث. فعندما تركوا الله فقدوا هذه النعمة، ولكن عندما رجعوا، نالوا نعمة أكثر من الماضي. وهذا يعطينا صورة عن الرجاء الإلهي، الذي لنا في المسيح. فنعمته لنا بلا حدود.

 

2.     هذا السفر يُعلمنا كيف نُختبر بالفشل والتعاسة ونستطيع أن ننتصر روحياً. عندما يقع شخص ما في مشكلة، فإنه يضطرب دون أن يعرف السبب وهذه ردة فعل طبيعية، وهذا الاضطراب، يساعد في تعميق المشكلة. ولذا نحن نحتاج إلى كلمة إلهية، لكي نُحلل سبب هذه التجارب التي تواجهنا روحياً. فهذا السفر يُعلمنا كيف نفحص أسباب التجارب وما يكمن وراءها. 

   

3.     يمكننا أن نعتبر هذا السفر، من الأسفار الروحية، التي فيها نوع من الإثارة. ويمكننا القول كذلك، أنه قصة الحب النقي. ولكن إذا نظرنا إليه روحياً، فهو يعتبر سجلاً تاريخياً من خلال راعوث، التي تعتبر من أجداد المسيح جسدياً، من خلال داود. رأى الرب ولاء راعوث وجعل منها زوجة لبوعز وصارت من سبط يهوذا. وبناءً على ما سبق، يتضح لنا أن المسيح نسبه ودمه، ليس يهودياً بحسب الجسد فقط بل هو ابن الله، وهذا يقلل من فخر اليهود بأنفسهم عِرقياً.

4.     هذا السفر، يُظهر لنا حياة القديسين التي تتغلب على الصعوبات بمعونة الرب. نقرأ في العهد القديم عن عمل الرب مع أستير وحنة اليهوديتين، بينما راعوث موآبية، وهي ليست من سلالة اللاويين، أو من العائلة الملكية، بل هي تبعت حماتها العجوز، وعاشت في أرض غريبة، ولم يكن لديهما طعام. بل كانت تعتمد على التقاط السنابل من وراء الحصادين. ولكن الرب بارك هذه المرأة الفقيرة، فليس من المهم أمام الرب شخصية الإنسان، ومَنْ تكون،سواء غنية أم فقيرة، رفيعة المستوى أم متدنية المستوى. فالرب يهمه القلب، فمتى كان الرب في القلب، فإنه يصنع المعجزات، لأنه يرى القلب الذي معه، لأن الرب إذا كان معنا فسوف يصنع المعجزة.

5.     هذا السفر يعطينا تعليماً روحياً، وهو أن كل من يطيع إرادة الله ينال نعمته وبركته. وإذا أخطأ شخص في عائلتنا، فإن مأساة تحصل للجميع، ولكن إذا سار هذا الشخص في إرادة الرب، فإن نعمة الرب وبركاته تنسكب عليه وتشملنا نحن أيضاً. كان قرار أليمالك خاطئاً، بسبب ذهنه المظلم وكانت عائلته تحت لعنة، ولكن الرب من خلال راعوث، أرجع إلى هذه العائلة البركة.

 

19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا(رو 19:5).

 فهذا النص، يرينا أنه بسبب معصية آدم صار الجميع خطاةً. ولكن بطاعة يسوع المسيح لإرادة الآب جاءت بركة الخلاص، بغناه الكثير. فنحن ننال بركة عجيبة وعظيمة، بسبب نعمة يسوع المسيح، وليس بسبب أعمالنا نحن.

 



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6