سفر راعوث - المقدمة


سفر  راعوث

المقدمة

 

           أشكر الله على نِعمه الدائمة حتى الآن، حيث أنني أشعر أنّ كل يوم يمر عليّ هو كحلم جميل لا أريد أن أستيقظ منه. وترنيمتي المفضلة هي "سلوام"[1] التي تقول:

           و̉انطلق في وسط الليل المظلم، لكي أرى نور الصباح فيه، بينما عيوني ما زالت غارقة في النوم، فأسمع صوت صياح الديك ودقات الأجراس التي تعلن عن مولد صباح جديد، حيث تقابلت مع الرب في ليلة باردة مع بزوغ نور الفجر، مثل شروق نور الشمس في الصباح وشعاع يسطع في عينيك.

         ربي وإلهي: أنا أشكرك وأشكرك، لأنك أعطيتني هذه الترنيمة الرائعة،"ترنيمة سلوام".  أرجوك أن تبقيني دائماً في هذا الحلم الرائع، فلا أستيقظ منه أبداً.

       ربي وإلهي: أرجـوك، لا أريد أن أستيقظ من هذا الحلم الرائع.

         هذه الترنيمة تُظهر شخصيتي الماضية. لقد انتظرت الرب في ليل مظلم، ولم يبزغ  نور الصباح بعد. ولكن عندما انتظرته بشوق ولهفة وصبر، جاء نوره إليّ.

         نحن نعلم أن الشخصية الرئيسة في سفر راعوث هي نفسها راعوث. وموطنها بلاد موآب. حيثُ فقدت زوجها هناك، وجاءت إلى بيت لحم مع حماتها نعمي[2]  زوجة اليمالك[3] الذي كان من بيت لحم، بعد أن تركت بلادها، ولكن الفقر كان ينتظرها في بيت لحم لأنه لا يوجد مَنْ يرعاهما، ولم يكن في البيت القوت اليومي، لذلك خرجت إلى الحقل لكي تلتقط سنابل القمح، حيث قابلت بوعز[4] صاحب الحقل وتزوجها وأنجب منها عوبيد، الذي أنجب يسىّ[5] والذي منه جاء داود[6]، وهذه بركة إلهية لها. من هنا نستطيع أن نقول إن بوعز يرمز إلى يسوع، فراعوث الفقيرة حينما قابلت بوعز حصلت على بركات كثيرة. فهذه القصّة كالمرآة التي تعكس حياتنا، حينما نتقابل مع يسوع المسيح.

        وبينما كنا نحتفل بأعياد رأس السنة الميلادية، التي تبدأ عادةً قبل انتهاء السنة بثلاثة أيام، وبالتحديد في سنة 1986، حيث بدأت هذه الخدمة بالصوم والصلاة، أعطاني الرب أفكار هذا الكتاب. وفي سنة 1992 تم بمعونة الرب نشره. وأتذكر في أيام الصوم والصلاة الثلاث، أن شعب الكنيسة كان يتناول حساء العدس في قاعة الكنيسة، بعد انتهاء فترة الصوم والصلاة حصل شعب الكنيسة على نعمة الله المفرحة سواء في ذهابهم أو إيابهم من الكنيسة.

وفي الختام، أتمنى أن ينعش الرب كنيسته في هذه الأيام الأخيرة بغنى المسيح يسوع ربنا الذي يُعتبر بوعز الحقيقي لنا بغناه الذي لا يُستقصىّ.

 ترجمة : دكتور كونغ



[1] ترنيمة كورية مشهورة .

[2] معنى اسم نعمي بالعبرية هو (نعمتي).

[3] معنى الاسم هو (الله ملك).

[4] معنى اسم بوعز في اللغة العبرية هو (فيه القوّة والعز).

[5] في العبريّة : ايشاي، يشاي، أي : رجل يهوه.

[6] معنى الاسم هو (الحبيب أو رئيس القبيلة) وكان ثاني ملك على اسرائيل بعد شاول . وقد جاء قبل المسيح بحوالي ألف سنة .



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6